اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن"الوقت حان لتبني شكل جديد للتعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي". وسعى خلال القمة الروسية - الاوروبية التي عُقدت في منتجع سوتشي الروسي أمس، إلى طمأنة حلفاء بلاده الاوروبيين إلى مسألة إمدادات الطاقة من بلاده إلى أوروبا. وحملت القمة الروسية - الاوروبية أمس أهمية خاصة بسبب توقيت عقدها في ذروة التحضيرات لقمة"الثمانية الكبار"التي تستضيفها سان بطرسبورغ، عاصمة الشمال الروسي، أواسط تموز يوليو المقبل، ما دفع محللين روس إلى وصف لقاء الأمس بأنه"بروفة تحضيرية"لقمة الدول الصناعية الكبرى، خصوصاً أن الملفات الأساسية للبحث تطرقت إلى عناصر خلافية بين روسيا والاتحاد الأوروبي، بينها الأزمة الايرانية التي حظيت باهتمام خاص، والعلاقة مع جارات روسيا من الجمهوريات السوفياتية السابقة وخصوصاً بيلاروسيا التي فرضت أوروبا عقوبات ضدها أخيرًا قابلها الكرملين بإعلان عزمه على مواصلة تعزيز التعاون مع مينسك. واستهل الرئيس الروسي جلسة المحادثات بإعلان عزم بلاده على تطوير أسلوب تعاونها مع الاتحاد الاوروبي الذي وصفه بأنه"شريك أساسي"لروسيا في مختلف المجالات، إذ اعتبر أنه حان الوقت لإجراء مراجعة وتغيير شكل التعاون السابق المنصوص عليه في اتفاق روسي - أوروبي ينتهي مفعوله بحلول العام 2007، وقال بوتين إن موسكو تريد شكلاً جديداً للتعاون يلبي متطلبات العصر الجديدة ويمتد لفترة طويلة مقبلة. وقال بوتين ان روسيا تريد علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة التي"نرى كيف تدافع عن مصالحها والوسائل التي تستخدمها لذلك"، في إشارة الى انتقادات نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني لموسكو أخيراً. الطاقة وكما كان متوقعاً فقد شغل ملف أمن الطاقة الحيّز الاساس من المحادثات. وبحسب مصادر روسية قريبة إلى الكرملين فإن الاوروبيين أرادوا الحصول على ضمانات روسية بأن سياسة الكرملين حيال جيران روسيا لن تنعكس سلباً على إمدادات الغاز والنفط إلى أوروبا. في المقابل، سعى الرئيس الروسي إلى طمأنة أوروبا بأن روسيا"حليف موثوق"حريص على الالتزام بتعهداته. وتطرق الجانبان إلى ملفات إقليمية ودولية عدة، بينها الوضع في الشرق الاوسط والعراق، لكن التركيز الاوروبي انحصر في ملفات العلاقة الروسية مع جورجيا وأوكرانيا اللتين تتهمان الكرملين بممارسة ضغوط سياسية عليهما لعرقلة نياتهما الانضمام الى الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي، علما أن الجمهوريتين الجارتين لروسيا كانتا أعلنتا مع مولدافيا وآذربيجان أول من أمس، تكتلاً جديداً، سمي"المنظمة من أجل الديموقراطية والتطوير". ولم يخف مسؤولون في التكتل الجديد أنه يسعى إلى تقريب دوله من الغرب وتخفيف التأثير الروسي داخل دول التكتل. واعتبرت أوساط روسية قيام المنظمة الجديدة"ضربة قوية لرابطة الدول المستقلة وتعزيزاً لسياسة إحكام طوق غربي حول روسيا". بيلاروسيا وفي مينسك رويترز، اتخذت روسيا البيضاء أمس قرار منع الطائرات الأميركية والكندية من التحليق فوق أراضيها، في أعقاب حظر الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي سفر رئيسها الكسندر لوكاشينكو واعضاء حكومته. ورفضت الولاياتالمتحدة وكندا الشهر الماضي السماح لطائرة تقل رئيس الوزراء البيلاروسي بالتزود بالوقود، وهي في طريقها إلى كوبا. وقال اندريه بوبوف، الناطق باسم وزارة الخارجية البيلاروسية إن"بلاده تلتزم بمبدأ المعاملة بالمثل والتشدّد في اتخاذ أي إجراء انتقامي".