سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السجال الأميركي - الروسي ينعكس سلباً على التحضيرات لقمة ال"8 الكبار" . غضب في موسكو بعد انضمام بوش إلى تشيني في انتقاد الأداء السياسي والاقتصادي للكرملين
بدأ السجال الدائر بين موسكووواشنطن يفرض نفسه بقوة على التحضيرات الجارية لقمة"الثمانية الكبار"في سان بطرسبورغ بعد شهرين. وبعد انتقادات من نائبه ديك تشيني، غمز بوش من قناة الكرملين، مبدياً قلقه لما اسماه"تأميم الاقتصاد"في روسيا و"الإشارات المتباينة"التي تعطيها في شأن التزامها بالديموقراطية، فيما ظهرت دعوات في واشنطن تحض بوش على مقاطعة قمة ال8. في المقابل، أعربت موسكو عن خيبة أملها لأن الغرب"لا يرى حجم وأهمية التطور الذي حققته خلال سنوات". وأعرب بوش في حديث إلى صحيفة"بيلد"الألمانية نشر أمس، عن"شكوك جدية بوجود رغبة لدى روسيا في التزام مبادئ الديموقراطية"، وذلك بعد مرور يومين على انتقادات عنيفة وجهها تشيني الى موسكو وأثارت عاصفة من الاستياء في روسيا خصوصاً انه اتهم الكرملين باستخدام موارد الطاقة"لابتزاز جيران روسيا"والعمل من أجل"نسف الإنجازات الديموقراطية التي تحققت مطلع التسعينات من القرن الماضي". وعلى رغم قوله ان روسيا في مرحلة انتقالية ولم تعد عدواً للولايات المتحدة كما كان الاتحاد السوفياتي، فانه شكك في سجلها في مجال الديموقراطية، وقال ان الروس"أعطوا بعض الإشارات المتباينة التي تجعلنا نشكك في التزامهم فيما اذا كانوا يعتزمون ان يصبحوا ديموقراطية حقيقية فيها حرية صحافة وحرية دين وكل الحريات التي توفرها الديموقراطية". وقال بوش ان لدى روسيا والولايات المتحدة اهتمامات مشتركة في التعامل مع الانتشار النووي ومكافحة الإرهاب. وأضاف:"والآن لدينا قضية جديدة مهمة نعمل عليها معاً كما نعمل مع ألمانيا وغيرها وهي إيران". لكنه انتقد"استخدام شركات البترول والغاز لتحقيق أهداف سياسية واضحة"، في إشارة إلى رفع موسكو أسعار الغاز إلى أوكرانيا بداية هذه السنة. في الوقت ذاته، دعا أقطاب الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس بوش الى مقاطعة قمة سان بطرسبورغ لمعاقبة"الكرملين على سياساته في مجال حقوق الإنسان". ورد وزير الطاقة الروسي فيكتور خريستينكو بقوة على الاتهامات الأميركية، مشيراً في مقال نشرته صحيفة"فايننشال تايمز"أمس، إلى ان بلاده"تفكر في شكل جدي في التعليقات التي صدرت أخيراً". ورفض"المزاعم"حول ممارسة ضغوط على جيران روسيا، ودعا الوزير قادة الدول الصناعية الكبرى الى"العمل جدياً خلال القمة المقبلة لوضع آليات تضمن أمن واستقرار العالم في مجال الطاقة". رد عنيف على تشيني من جهته أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن خيبة أمل بلاده لأن"الغرب لا يريد أن يعترف بالمتغيرات الإيجابية التي شهدتها روسيا خلال السنوات الأخيرة"وشن هجوماً لاذعاً على نائب الرئيس الأميركي واتهمه بجهل حقائق معروفة ودعاه الى"التفكير في أوضاع الديموقراطية في العالم كله". وقال لافروف انه كان يعتقد ان"شخصاً على درجة رفيعة من المسؤولية يمتلك معلومات صحيحة وموضوعية ... لكن الواضح ان مساعديه ومستشاريه قدموا تقارير مملوءة بالمغالطات". وأوضح لافروف ان"الشعب الروسي يعرف جيداً"الإنجازات"التي تحدث عنها تشيني في مطلع تسعينات القرن الماضي، والتي أوصلت البلاد الى حافة الانهيار". وأضاف ان"نائب الرئيس لا يعرف حقيقة أخرى هي أن لا روسيا ولا الاتحاد السوفياتي لم يخالفا أي اتفاق لتوريد الطاقة على مدار أربعين سنة"، وحتى في عز"الحرب الباردة"، معتبراً ان على المسؤولين الرفيعين في الإدارة الأميركية ان يطلعوا على"كثير من الحقائق تبدو غائبة عنهم". على صعيد آخر، اعتبر رئيس الأركان الروسي بوري بالويفسكي ان"الوضع الحالي في العالم والمستجدات المتلاحقة تستدعي وضع القوات المسلحة الروسية في حال تأهب قتالي متواصل". وقال المسؤول العسكري خلال احتفال نظم لمناسبة ذكرى النصر على النازية الذي يصادف اليوم، ان روسيا"لا تملك خياراً آخر"، وان تجاربها السابقة دلت الى أن تصاعد التوتر من حولها يمكن أن يسفر عن دفع"ثمن باهظ"في حال وقع أي تقصير في التأهب في الوقت المناسب للمحافظة على الأمن العسكري للدولة. وشن بالويفسكي هجوماً على مؤسسات غربية قال انها"تتعمد تضليل الرأي العام"من خلال تقديمها"دراسات كثيرة خاصة بالحرب العالمية الثانية تم فيها طمس كثير من الحقائق".