أعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام أن بلاده"مصممة على مواصلة نشاطات تخصيب اليورانيوم على أراضيها"في إطار قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، نافياً ما تردد عن موافقة إيران على نقل عمليات التخصيب إلى الأراضي الروسية، فيما شدّد على ضرورة عودة الملف الإيراني إلى الوكالة الدولية"إذا أراد المجتمع الدولي حل الأزمة". وزاد أن بلاده لم تناقش مع موسكو"خطط التخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضينا والحديث عن نقل نشاطات التخصيب إلى روسيا خاطئ... التخصيب في إيران سيستمر". وعلقت مصادر مطلعة في مجلس الأمن القومي الإيراني على المحادثات التي أجراها سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف ومساعد وزير الخارجية سيرغي كيسلياك مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي لاريجاني، وأكدت أنها"كانت مثمرة وجيدة وركزت على تبادل وجهات النظر حول الاقتراح الأوروبي عشية تقديمه إلى إيران". وأضافت المصادر ان الجانب الروسي ركز في محادثاته على موقف إيران من تفاصيل الاقتراح والاعتراضات عليه، إضافة إلى إمكان أن توافق إيران على تأسيس كونسورسيوم غربي في روسيا بمشاركة أوروبية إلى جانب روسياوإيران والصين، كما كان بحث في سبل استئناف الحوار الإيراني مع الترويكا الأوروبية في حال أفضت المحادثات عن اتفاق. ولمحت موسكو إلى استعداد"الستة الكبار"لضمان احترام حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية في حال التزمت بتعهداتها الدولية وقدمت إجابات وافية على الأسئلة العالقة لدى الوكالة الدولية. ولمح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى"مكاسب"على الصعيدين الدولي والإقليمي ستحصل عليها إيران إذا أبدت استعداداً للتعاون مع الجهود الدولية المبذولة لحل المشكلة النووية الإيرانية. وكان لافروف يتحدث خلال جلسة اللجنة الوزارية لمجلس البرلمان الأوروبي التي عقدت في العاصمة الروسية. ولفت إلى دعم بلاده جهود الترويكا الساعية إلى"توفير أجواء مناسبة للعودة إلى طاولة المفاوضات"، وأشار إلى أن كلاً من بكين وواشنطن"تؤيدان أيضاً هذا التوجه"، موضحاً ان المشاورات الجارية تهدف إلى الخروج ب"اقتراحات محددة"تشكل أساساً لاستئناف المفاوضات مع طهران". واللافت ان لافروف ضمن حديثه إغراءات للجانب الإيراني. وشدد على"حرص واهتمام المجموعة السداسية باندماج إيران في منظومة التعاون الاقتصادي العالمية، والتعاون على صعيد ضمان الأمن الإقليمي". وأوضحت مصادر برلمانية روسية ل"الحياة"أن الضمانات التي تطرق إليها لافروف يمكن ان تصاغ ضمن اتفاق نهائي لتأمين حاجات إيران من الوقود النووي أو التقنيات الأخرى اللازمة للمشاريع السلمية. ولم تستبعد المصادر أن تعود موسكو الى طرح مبادرتها لتأسيس مركز مشترك روسي -إيراني لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية، وهي المبادرة التي كانت طهران تحفظت عنها بسبب عدم توافر ضمانات لتزويد إيران حاجاتها النووية في المستقبل. وأشارت المصادر إلى"اهتمام روسي بإغلاق ملف إيران النووي سلمياً وتعزيز الدور الإيراني على الصعيدين الدولي والإقليمي، لكن بعد إزالة المخاوف الدولية". متقي وفي ماليزيا التي يزورها للمشاركة في اجتماع دول عدم الانحياز رويترز، سعى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى حشد التأييد لبلاده. وأكد مجدداً سعي طهران الى تطوير برنامج نووي سلمي وليس عسكرياً. وقال:"ولى زمن المعايير المزدوجة وولى وقت تهديد الدول الأخرى وولى وقت الأسلوب الانتقائي في التعامل مع القضايا الإنسانية". وأضاف أن العالم يجب أن يعترف"بالحقوق الأساسية"لإيران. في غضون ذلك أ ف ب، أفادت منظمة المؤتمر الإسلامي أن أمينها العام اكمل الدين إحسان أوغلي سيتوجه إلى إيران لعرض مساعدة المنظمة في الخلاف النووي. وأوضح بيان للمنظمة ومقرها جدة أن أوغلي سيبحث خلال زيارته التي تستمر يومين"مع المسؤولين الإيرانيين الدور الذي يمكن أن تضطلع به المنظمة في التخفيف من حدة الأزمة". وشدد البيان على أن المنظمة"تتبنى موقفاً صارماً في دعمها للحق الثابت لكل بلد في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية والتكنولوجيا النووية وضرورة إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، كما تناهض انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم".