أعلن أمس عن اندماج نوعي بين مجموعة"إنفستكوم"تملك غالبية أسهمها عائلة ميقاتي اللبنانية ومجموعة"إم تي إن"الجنوب أفريقية إحدى أكبر شركات تشغيل شبكات الهاتف الخليوي في أفريقيا في صفقة قدّرت قيمتها الإجمالية بنحو 5.53 بليون دولار،"بهدف تأسيس شركة رائدة في مجال تشغيل خدمات الهاتف الخليوي في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا"، كما ورد في بيان مشترك للشركتين نشر على موقع"بورصة لندن للأسهم"الإلكتروني. ويتضمن العرض المطروح شراء"إم تي إن"بعد حصولها على موافقة المساهمين الذين يستثنى منهم أصحاب أسهم المجموعة في الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا واليابان أسهم"إنفستكوم"الصادرة نقداً بقيمة 3.85 دولار لكل سهم، ما يوازي 19.25 دولار لكل شهادة إيداع من الشهادات العالمية الخاصة بپ"إنفستكوم"المدرجة في بورصتي"لندن"و"دبي العالمية"، أي ما يمثل علاوة مالية تصل إلى 27 في المئة من سعر إقفال شهادات إيداع"إنفستكوم"15.15 دولار للسهم كما في 28 نيسان إبريل الماضي. وسيمنح مساهمو"إنفستكوم"خيار الحصول على بديل نقدي مع أو أسهم جديدة في"إم تي إن"تبلغ قيمة كل سهم بديل نحو 9.79 دولار فيصبحون مساهمين في المجموعة الجديدة الموسّعة. وحصلت"إم تي إن"على تعهد غير قابل للنقض من مجموعة"إم 1"التي تمتلك نحو 70.6 في المئة من أسهم"إنفستكوم"العادية الصادرة أي نحو 1.013 مليون سهم بقبول العرض الذي يسدد جزء منه نقداً والباقي بواسطة أسهم، على ان تكون من أبرز المساهمين في المجموعة الجديدة. كما وافقت"إم 1"على الامتناع عن بيع الأسهم التي تحصل عليها بموجب الصفقة، لمدة 14 شهراً من تاريخ إصدارها. وبدورها أوضحت"إم تي إن"، أنها ستمول الشريحة النقدية من الصفقة 3.85 بليون دولار بواسطة تسهيلات مالية سيوفرها لها مصرف"دويتشه بنك"الألماني، في حين ستصدر أسهم جديدة بحد أقصى يبلغ 204.3 مليون سهم لصالح مساهمي"إنفستكوم"، ما يشكل نحو 10.9 في المئة من رأس مال المجموعة الموسعة. تجدر الإشارة إلى ان اندماج هاتين المجموعتين سينتج عنه"إحدى أكبر شركات الاتصالات على المستوى العالمي، والأولى قطعياً في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا". إذ أشارت وكالة رويترز، نقلاً عن شركة"ارنست آند يونغ"، إلى ان هذه الصفقة هي تاسع أكبر صفقة اندماج وتملك تبرمها شركة في جنوب أفريقيا في السنوات 15 الماضية. وستدير المجموعة الجنوب أفريقية -اللبنانية شبكات هاتف خليوي في 21 دولة حيث يبلغ عدد المشتركين في شبكاتها نحو 28 مليون مشترك كما في نهاية 2005، وتصل آفاق خدماتها المشتركة مستقبلياً إلى نحو 488 مليون مواطن. واللافت ان المجموعتين تتكاملان جغرافياً في نطاق خدمات الخليوي لا تداخل في عملياتهما القائمة و"تبتلعان"معظم القارة الأفريقية من غربها الكونغو كاميرون نيجيرياتوغوساحل العاجغاناغينيا وغينيا بيساو وليبيريا إلى وسطها أوغندا وراوندا وجنوبها جنوب أفريقيا وزامبيا وبوتسوانا وسوازيلاند وشرقها السودان، إضافة إلى امتداد مهم في آسيا سورية وإيران واليمن وأفغانستان وأوروبا قبرص. وفي حديث هاتفي مع"الحياة"، ذكرت نعم قواص مديرة تنفيذية في"إنفستكوم" ان الصورة العامة للصفقة لم تتحدد بعد، إذ ان نحو 30 في المئة من حملة أسهم"إنفستكوم"سيستفتون بخصوص خيار الحصول على أموال نقدية أو أسهم في شركة"إم تي إن". أما بخصوص موقع المقر العام للمجموعة الجديدة فأشارت أنه قد يتوزع على الأرجح بين الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا كي يغطي أعمال المجموعة بكاملها. في حين أشار الرئيس التنفيذي لشركة"إنفستكوم"، عزمي ميقاتي، إلى ان هذه الصفقة ستمنح"إنفستكوم"فرصة مثالية لتحقيق أهدافها ولتتصدر قطاع الاتصالات في أسواق المنطقة، كما سينال المساهمون فرصة للمشاركة في نمو شركة الاتصالات الأولى في المنطقة من ناحية العمليات التشغيلية وحجم الأصول"، علماً ان"إنفستكوم"أعلنت أمس أنها سحبت عرضاً سابقاً تقدمت به لشراء كامل الأسهم الصادرة في شركة"ميلليكوم إنترناشونال سيلولار". وأشار فوثوما نهليكو، الرئيس التنفيذي في مجموعة"إم تي إن"،"الى أن شركته"تملك رؤى مشتركة مع"إنفستكوم"تسعى من خلالها إلى تحقيق الريادة في الأسواق النامية. وإننا على ثقة بأن الصفقة سترسّخ منزلتنا الحالية في أسواق الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. كما أنها ستعزز إمكان دخول"إم تي إن"إلى أسواق أخرى هامة بأمان". يذكر ان لدى مجموعة"إنفستكوم"نحو 4.9 مليون مشترك في شبكة الخليوي وفقاً للسنة المالية 2005 بزيادة 91 في المئة عن 2004، ولديها نشاطات في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا، في قطاع الخليوي والهاتف الثابت. وحققت إيرادات إجمالية بلغت 903 ملايين دولار في العام الماضي، وأرباحاً صافية بلغت 207.8 مليون دولار، مسجلة نمواً بلغ 31 في المئة مقارنة بالعام السابق. في حين ان لدى مجموعة"إم تي إن"أسهمها مدرجة في بورصة جوهانسبورغ 23 مليون مشترك في شبكة الخلوي في 10 دول أفريقية ورخصة خليوي في إيران. وحققت إيرادات بلغت نحو 29 بليون راند 4.7 بليون دولار في الشهور التسعة الأولى من السنة الجارية حتى كانون الأول/ديسمبر 2005، وأرباحاً صافية بلغت 6.7 بليون راند بليون دولار، مقابل 1.2 بليون دولار في السنة المالية السابقة. وأشار البيان المشترك إلى ان"عمليات إنفستكوم المدرّة للنقد ستوفر سيولة كبيرة للأداء المالي ل"إم تي إن"وتنوع مصادر إيراداتها، وتخفض تكاليفها من خلال فرص تسويق وتوقيع عقود شراء معدات مشتركة وتحقيق وفورات في الحجم".