أفادت وكالة الأنباء الكويتية اليوم أن شركة الاتصالات المتنقلة (زين) الكويتية وافقت على بيع بعض أصولها الافريقية إلى شركة بهارتي ايرتل الهندية في صفقة قيمتها 10.7 مليار دولار. ويعد العرض الذي تلقته زين من أكبر صفقات الاستحواذ عبر الحدود في الشرق الأوسط على مدى سنوات ونقطة تحول في الصفقة التي طال أمدها لبيع أصول ثالث أكبر شركة اتصالات في المنطقة. وقال سيمون سيمونيان محلل الاتصالات لدى بنك الاستثمار شعاع كابيتال "إذا قدرت الصفقة العمليات الإفريقية (لزين) عند 10.7 مليار دولار فإن ذلك سيعد ميزة جيدة. نتوقع أن تصدر زين توزيعات خاصة على المساهمين من حصيلة (البيع)." وأوقفت البورصة الكويتية التعامل على سهم زين قبل الفتح لكن حالة التفاؤل بالموافقة على الصفقة أدت إلى طفرة في الأسهم الكويتية ودفعت المؤشر الكويتي ليسجل أكبر ارتفاع في ستة أسابيع بنسبة 1.8%. ومن شأن تنفيذ أي صفقة بيع لممتلكات زين في افريقيا أن يمثل تحولا استراتيجيا شهد صعود الشركة المحلية الى مكانة دولية ثم العودة الى مكانة إقليمية. وأنفقت زين أكثر من 12 مليار دولار للتوسع في افريقيا منذ 2005. وأدى توسع زين في إفريقيا بداية من بوركينا فاسو إلى زامبيا إلى جانب الانتشار الواسع النطاق للعلامة التجارية للشركة إلى تحولها إلى رمز قومي تزامن مع طموحات دولة الكويت لتنويع موارد اقتصادها بعيدا عن قطاع النفط. وقال سيمونيان "نمت زين أسرع من اللازم بعض الشيء وكانت تواجه بعض المشاكل في العامين الأخيرين." ويؤكد العرض عودة بهارتي إلى مواصلة اقتناص فرص الاستحواذ بالأسواق الناشئة بعد فشل عملية اندماج قيمتها 24 مليار دولار مع شركة ام.تي.ان الجنوب افريقية في سبتمبر الماضي. وفي أكتوبر الماضي قال أخيل جوبتا نائب الرئيس التنفيذي للشركة الأم لبهارتي الهندية إن الشركة ستدرس شراء حصة في زين اذا سنحت فرصة. واتفقت بهارتي الشهر الماضي على شراء حصة قدرها 70% من شركة وريد تليكوم بنجلادش بتكلفة استثمارية أولية بلغت 300 مليون دولار. كما أسست الشركة وحدة لتقود عمليات التوسع الخارجي ولتركز على الفرص المتوافرة بالأسواق الناشئة حيث يمكنها تكرار نموذجها الخاص بالاعمال ذات الحجم الكبير والأسعار المنخفضة. وتواجه بهارتي ضغوطا على هوامش الأرباح في السوق المحلية للهاتف المحمول جراء اشتداد المنافسة حول الأسعار الأمر الذي أدى إلى انخفاض الرسوم وتراجع الأرباح. وأشار محللون إلى انخفاض عوائد أصول زين في نيجيريا وكينيا كأحد الأعباء على الشركة كما أشاروا إلى الحضور الكبير في افريقيا جنوبي الصحراء والذي عزز نمو الشركة بدرجة كبيرة. وتراجعت المجموعة عن حركة توسعات قوية في عام 2009 ورفضت عرضا من مجموعة فيفندي الفرنسية لشراء أصولها الافريقية. وجمدت المجموعة في ذلك الحين مفاوضات لبيع الأصول الإفريقية لاسترضاء مشترين محتملين لحصة قدرها 46% في الشركة الأم. وحاول كونسورتيوم يضم مستثمرين آسيويين شراء حصة قدرها 46% من مجموعة الخرافي مقابل دينارين للسهم أي ما يعادل نحو 13.7 مليار دولار لكن من المرجح أن يؤدي بيع العمليات الإفريقية إلى إنهاء هذه المبادرة. وفي إشارة إلى اقتراب ابرام صفقة عينت زين الأسبوع الماضي نبيل بن سلامة في منصب الرئيس التنفيذي ليحل محل سعد البراك الذي كان القوة الدافعة وراء نمو عمليات الشركة في 23 دولة في أنحاء افريقيا والشرق الأوسط. وقدم البراك استقالته في وقت سابق من الشهر الجاري وسط شكوك حول مصير بيع حصة في الشركة الأم. وفي مايو أعلنت زين خفض ألفي وظيفة من القوة العاملة البالغة 15500 شخص في إشارة إلى احتمال انتهاء ذروة عمليات التوسع. وتسهم افريقيا بنحو 62% من عملاء زين البالغ عددهم 64.7 مليون عميل إلا أن مساهمتها في صافي أرباح المجموعة لا تتجاوز 15 في المئة. وتعمل زين في 24 دولة من بينها السعودية ونيجيريا.