اعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز امس في باريس ان الولاياتالمتحدةوفرنسا تعدان مشروع قرار"شديد اللهجة"ضد سورية في مجلس الأمن، وقال في مؤتمر صحافي عقده في باريس"سترون فرنساوالولاياتالمتحدة تعملان معاً لإصدار قرار عن مجلس الأمن سيكون شديد اللهجة بنصه وروحه". واضاف بيرنز ان النص"سيوجه رسالة الى حكومة دمشق كي تنصاع للقرارات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن"، مشدداً على ان نظام الرئيس بشار الاسد"يجب ان يقوم بما عليه القيام به لضمان استقلال وسيادة لبنان". واشار بيرنز الموجود في باريس للمشاركة في اجتماع حول ايران، الى انه ناقش الملف السوري - اللبناني قبل ظهر امس مع مسؤولين فرنسيين. واوضح:"نحن متفقون تماماً مع الحكومة الفرنسية حول سبل معالجة الملف السوري"، مضيفا ان باريسوواشنطن"لديهما وجهات نظر متقاربة جدا"حول مشروع القرار. وكانت فرنسا اعلنت الاسبوع الماضي انها تعد مشروع قرار سيحض سورية على التجاوب مع المطالب اللبنانية باقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين. في هذا الوقت، برز خلاف جديد على الحدود بين لبنان وسورية أمس، في منطقة البقاع من الجهة الشرقية، فقرر لبنان الطلب من السلطات السورية إزالة سواتر ترابية وضعها الجانب السوري للفصل بين أراضي البلدين المتنازع عليها بين مالكيها، لأن الجانب اللبناني اعتبر انها وُضعت داخل الاراضي اللبنانية. راجع ص7 و8 وترأس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس اجتماعاً امنياً في حضور وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت وعدد من المسؤولين الاداريين والامنيين، لبحث موضوع السواتر الترابية التي وضعتها فرق الهجانة السورية حرس الحدود في جرود بلدة عرسال البقاعية وفي منطقة رأس بعلبك. وأكد الوزير فتفت بعد الاجتماع ان"السواتر وضعت داخل الأراضي اللبنانية بمسافة تتراوح بين كيلومتر واحد وأربعة كيلومترات"، معلناً انه"تم تكليف محافظ البقاع التشاور وإجراء محادثات سريعة مع محافظ ريف دمشق والطلب منه تأكيد سيادة الأراضي اللبنانية، وبالتالي الطلب منه نزع هذه السواتر". وأشار فتفت الى انه"إذا كان هناك من ضرورة لهذه السواتر فلتوضع على الحدود تماماً، واذا ارادت فرق الهجانة السورية ان تضع سواتر يمكنها ان تضعها ولكن داخل الاراضي السورية، كما سنطالب بنزع بعض المواقع العسكرية لهذه الفرق التي أصبحت موجودة وان كانت بأعداد محدودة في منطقة رأس بعلبك ضمن الأراضي اللبنانية". وعن سبب وضع السواتر، قال فتفت ان السوريين"ذكروا ان هذه السواتر هي لمنع التهريب، ولكن المشكلة انها وضعت داخل الاراضي اللبنانية وبعمق كبير في بعض الاحيان، وستشكل مشكلة مع الوقت فلا نريد ان نكون امام مزارع شبعا جديدة". وكان مؤتمر الحوار الوطني أقر مبدأ تحديد الحدود بين لبنان وسورية على ان يشمل ذلك تأكيد لبنانية مزارع شبعا بسعي الحكومة لهذا الهدف وفق المبادئ والأصول التي تراها الأممالمتحدة. الا ان دمشق رفضت ذلك ما دام هناك احتلال اسرائيلي، اما المناطق الاخرى فقد كان رئيس الوزراء السوري ناجي العطري أبدى استعداداً لترسيم الحدود لشأنها بدءاً من منطقة الشمال. وعقد مجلس الوزراء عصر أمس برئاسة السنيورة لبحث وضع آلية تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني التي تشمل اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، اضافة الى تحديد الحدود ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتنظيمه داخلها، وإعطاء اللاجئين حقوقهم المدنية فضلاً عن تأييد قيام المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. ورد السنيورة على سؤال عن طرق حل مشكلة السواتر على الحدود بالقول:"كل الأمور قابلة للحل". وكان رئيس الحكومة أجرى بعد ظهر امس اتصالاً بالرئيس السوداني عمر حسن البشير بصفته رئيساً للقمة العربية، لإطلاعه على نتائج محادثاته في واشنطن ونيويورك آخر الشهر الماضي. وأشار المكتب الاعلامي للسنيورة الى انه شرح للبشير المطالب التي رفعها لبنان خلال تلك المحادثات للضغط على اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا و"الاستعدادات اللبنانية لإعادة ارساء العلاقات اللبنانية - السورية على أسس متينة، وآخر الاتصالات التي جرت في هذا الشأن".