لا تزال مسألة السواتر الترابية التي رفعها حرس الحدود السوري داخل اراض لبنانية في منطقتي عرسال ورأس بعلبك البقاعيتين تتفاعل ميدانياً، وتباينت المواقف بين من يعتبرها قضماً للملكية اللبنانية وبين من يرى ان الهدف من إثارتها سياسي وهدفه الضغط على سورية. وتوقع محافظ البقاع انطوان سليمان"الوصول الى حلول للقضية وقال لاذاعة"صوت لبنان"انه"منذ ان كلفت من قبل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بهذا الملف، باشرت الاتصالات وما استطيع قوله ان هذه الاتصالات ممتازة وننتظر ايجابية كبيرة جداً، وكل ما في الأمر نحن نقوم بتحضير الخرائط التي في حوزتنا لمناقشتها". ومن المقرر ان يعقد اجتماع الثلثاء المقبل في ريف دمشق للجنة اللبنانية - السورية المشتركة، وأوضح سليمان انه سيجتمع"مع المحافظ هناك ومع اللجان الفنية، وأول من أمس كانت هناك لجنة فنية أتت من ريف دمشق والتقت باللجنة اللبنانية عند السواتر الموجودة، وبدا تأكيد ونية وجهوزية عند السوريين للحل وفق الخرائط، كما تم تأكيد ان هذه السواتر قديمة".وأوضح"ان هناك تأكيدات من اللجنة السورية في شأن البدء بازالة المعبر المسمى بمعبر الشاحوط في بلدة عرسال". وأمل رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري في حديث الى اذاعة"الشرق"ان يتوصل المجتمعون الثلثاء المقبل الى حلول جذرية للمشكلة"لأن ازالة ساتر الشاحوط لا ينهي المشكلة"، مشدداً على ضرورة"احترام الملكية الفردية شرط التقيد بالقوانين اللبنانية وعدم اتخاذ خطوات تنتهك الحدود الدولية من خلال اقامة السواتر الترابية او الامعان في ترويع المزارعين اللبنانيين بين فترة وأخرى ومنعهم من الوصول الى ممتلكاتهم". واعتبر الوزير السابق عاصم قانصوه في تصريح امس، المسألة ب"انها نوع من الموجة العدائية لبعض المسؤولين خدمة للاميركيين والفرنسيين". وقال:"تحركوا وقاموا بإثارة هذا الموضوع الآن من أجل إظهاره كتعدٍ على الاراضي اللبنانية، وكأنه هجوم عسكري على الحدود لنقل هذه الصورة الى الأممالمتحدة هذا الشهر، علماً ان هذه السواتر اقيمت منذ نحو شهرين لمنع تهريب المازوت والاسلحة والأفراد والكل كان راضياً عنها". ووصف الوزير السابق ألبير منصور الموضوع بأنه"ضجة سخيفة"معتبراً ان الإشكال الحاصل"يتعلق بموضوع دخول المالكين وخروجهم ولا إشكالية على الأراضي ويمكن ترتيب الأمر ببساطة عبر اتصالات محلية، علماً ان هذه السواتر ليست جديدة وموجودة منذ البدء لضبط التهريب". وعلّق الوزير السابق وئام وهاب على قول وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت انه لا يريد مزارع شبعا جديدة في لبنان بالقول:"لم نعد نفهم الرئيس السنيورة اصبح مثل النائب وليد جنبلاط، كل يوم لديه رأي، انه يمارس سياسة الغياب عن الوعي تماماً، وبدل ان ينصرف الى مشكلات اللبنانيين الحقيقية نراه يعقد علاقات لبنان السياسية". وفي المقابل، اعتبر رئيس"حزب الوطنيين الاحرار"دوري شمعون ان"ما يحدث في منطقة عرسال أمر مرفوض، فنحن نطالب بافضل العلاقات مع سورية، وسورية تدير لنا ظهرها ولا ادري كيف يمكننا اقامة افضل العلاقات عندما تتخذ سورية اجراءات من هذا النوع".