سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضوء اخضر لتزويد الحرس الرئاسي الفلسطيني أسلحة من مصر والأردن ... والسلطة تنفي وزراء اسرائيليون يختلفون في تقويم الدعوة الى الاستفتاء ويتفقون على وجوب تدعيم مكانة عباس أمام "حماس"
فيما اختلف وزراء حزب"كديما"الحاكم في اسرائيل وشركاؤهم في الحكومة من حزب"العمل"في قراءة تلويح الرئيس محمود عباس ابو مازن باللجوء الى استفتاء شعبي على"وثيقة الأسرى"، إلا أنهم اتفقوا على وجوب ان تعمل اسرائيل على تدعيم مكانة عباس في مواجهة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس من خلال السماح، وفقاً لمصادر اسرائيلية، بتزويد الحرس الرئاسي الفلسطيني أسلحة من مصر أو الأردن. وأكدت مصادر سياسية رفيعة ان اسرائيل تتابع باهتمام بالغ التطورات في أراضي السلطة الفلسطينية"بعد تصريحات عباس الدراماتيكية"لكنها ترى في الأمر شأناً فلسطينياً داخلياً وجزءاً من الصراع الداخلي بين"حماس"و"فتح"، كما قال وزير العدل حاييم رامون كديما، مضيفاً ان وثيقة الأسرى لا يمكن ان تشكل أساساً لمفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال انه اذا رغب عباس ان تكون هذه الوثيقة التي تتضمن حق العودة، في صلب محادثاته مع رئيس الحكومة ايهود اولمرت"فمن الأفضل عدم عقد لقاء بينهما". وتابع ان عباس يريد الآن خوض معركة على بعض مواقفه أمام"حماس""لكننا لسنا جزءاً من هذه المعركة، ولذا أنصح بعدم التحمس الزائد لوثيقة الأسرى التي تتحدث عن حق العودة، أي خراب دولة اسرائيل كدولة يهودية"، مكرراً ان"خريطة الطريق"الدولية هي الخطة السياسية الوحيدة المطروحة للتقدم نحو تسوية دائمة للصراع. واعتبر وزير الداخلية روني بارؤون مسألة"الاستفتاء الشعبي"لعبة شطرنج يلعب فيها عباس مع نفسه، وقال للاذاعة الاسرائيلية ان ما يهم اسرائيل قبول حركة"حماس"الشروط الثلاثة للحوار معها. ورفض بارؤون اعتبار تصريحات عباس"بداية لمحاولة حقيقية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل"، وقال ان"الاستفتاء الشعبي"لا يعني اسرائيل كثيراً و"ان كانت نتائجه تثير الفضول". من جانبه، رأى رئيس كتلة"العمل"البرلمانية النائب افرايم سنيه في تصريحات عباس اثباتاً على أنه العنوان الوحيد لاجراء مفاوضات معه، داعياً الحكومة الاسرائيلية الى استئناف هذه المفاوضات. الى ذلك، انشغلت وسائل الاعلام العبرية بخبر منح اسرائيل الحرس الرئاسي الفلسطيني الضوء الأخضر للتزود أسلحة خفيفة وذخائر، وهو ما أكده الوزير بارؤون ونفته السلطة الفلسطينية على لسان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة الذي قال ان هذا"الكلام غير صحيح على الاطلاق". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن وزراء في الحكومة الاسرائيلية عدم ارتياحهم لتسريب الخبر"لأنه يضعف رئيس السلطة في معركته أمام حماس ويظهره كأنه يتعاون مع اسرائيل". وأضافت الاذاعة ان قرار اسرائيل اعطاء الضوء الأخضر يؤشر الى تغيير في سياستها"هدفه منع تقوية حركة حماس في الحكم"، في مقابل وجوب تدعيم مكانة"ابو مازن". وقالت ان اسرائيل تتجاوب بذلك مع التوجه الدولي بمساعدة عباس على مواجهة التصعيد المتوقع والحؤول دون انتقال مراكز القوى الاجهزة الأمنية الى يد"حماس". وأشارت الاذاعة الى ان الأجهزة الأمنية الاسرائيلية كافة اوصت بالسماح بتلقي الحرس الرئاسي الفلسطيني اسلحة خفيفة، معتبرة"نجاح عباس في مهمته مصلحة اسرائيلية". وقال رئيس الهيئة السياسية - الأمنية في وزارة الدفاع عاموس غلعاد ان عباس لم يتوجه الى اسرائيل بطلب تزويد حرسه بالاسلحة، مضيفاً ان اسرائيل لن تكون الجهة التي ستقدم هذه الاسلحة انما دول أخرى. واعتبر"القرارات القيادية"التي يتخذها عباس"مهمة"، مشيراً الى ان الرئيس الفلسطيني بحاجة الى"أدوات"لتطبيق هذا القرار. وزاد انه في الظروف الراهنة ينبغي على اسرائيل الانضمام الى الاطراف الدولية التي تعمل على تقوية مكانة رئيس السلطة الفلسطينية، لأن ثمة خطراً يخيم على اسرائيل يتمثل بنجاح"حماس"في اقامة"نظام ارهابي عنيف"والسعي الى ان تحتذى في دول اخرى"وهذه مشكلة اقليمية حقيقية". وكتب المعلق في صحيفة"يديعوت احرونوت"روني شكيد ان"النشر البائس"عن القرار الاسرائيلي في هذا"التوقيت البائس"يسيء الى عباس، اذ ان اسرائيل زودت حماس"سلاحاً نارياً"بعد ان جعلت من عباس متعاوناً على شاكلة جنود جيش لبنان الجنوبي المنحل.