ذكر معلق سياسي في إسرائيل أن الكرة الآن ليست في الملعب الفلسطيني فحسب إنما أيضاً في الملعب الإسرائيلي "ويجب أن نقول الحقيقة وهي ان نتانياهو نغّص حياة أبو مازن... وفقط من شأن ضغوط أميركية لاستئناف المفاوضات بشروط يمكن لأبو مازن التعايش معها، أن يقنع الأخير بالعدول عن قراره". وقد عمد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى عدم التعقيب رسمياً على إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) عدم خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وعزت أوساط سياسية رفيعة المستوى هذا الموقف لرؤية المستوى السياسي في خطوة عباس "تكتيكية موجهة للآذان الأميركية من جهة وللرأي العام الفلسطيني الداخلي من جهة أخرى"، فيما نقلت وسائل الإعلام إسرائيلية عن أوساط أمنية رفيعة المستوى استخفافها بالإعلان بداعي "أن الانتخابات للرئاسة الفلسطينية لن تجري في كل الأحوال"، إزاء الشرخ القائم بين حركتي "فتح" و"حماس". ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أوساط سياسية قولها إنه يجدر بإسرائيل الصمت وعدم التعقيب بعد أن توصلت إلى تفاهمات مع الولاياتالمتحدة بشأن شروط استئناف المفاوضات وأن من شأن أي رد من جانبها أن يوجه المجتمع الدولي أصابع الاتهام نحو إسرائيل ويتهمها بالرفض. إلى ذلك، أضاف مصدر سياسي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ليس معنياً برحيل أبو مازن "لكنه يتبع الحذر الشديد من عناقه عناق الدرب، وهو يدرك أن أبو مازن هو أهون الشرور في أوساط القيادة الفلسطينية وأن خلفه سيكون أكثر تطرفاً". وكتب المعلق روني شكيد أن الكرة الآن ليست في الملعب الفلسطيني فحسب إنما أيضاً في الملعب الإسرائيلي "ويجب أن نقول الحقيقة وهي ان نتانياهو نغّص حياة أبو مازن... وفقط من شأن ضغوط أميركية لاستئناف المفاوضات بشروط يمكن لأبو مازن التعايش معها، أن يقنع الأخير بالعدول عن قراره". من جهتها، نقلت "هآرتس" عن أوساط أمنية إسرائيلية قولها أن إعلان أبو مازن هو مناورة هدفها الرئيس تأليب واشنطن ضد إسرائيل لإرغام الأخيرة على تقديم تنازلات في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. وحذر المعلقان آفي يسسخاروف وعاموس هارئيل في مقال مشترك في الصحيفة من أن في خطوة أبو مازن ثمة مخاطر من تفاقم عدم الاستقرار في الأراضي الفلسطينية قد تتدهور إلى مواجهات عنيفة في الحرم القدسي الشريف أو في أنحاء الضفة الغربية بايعاز من "حماس" التي قد تستغل معركة الخلافة داخل فتح. من جهته، كتب المعلق السياسي ألوف بن أن "الانتصار الموقت لنتانياهو "المتمثل بتصفية أبو مازن سياسياً" وفرض شروطه على واشنطن لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين قد يرتد إلى نحر إسرائيل في حال نفذ أبو مازن تهديده واستقال "حينها لن يكون لإسرائيل من تتفاوض معه وستجد أمامها حماس أو تتعرض لتسوية تفرض عليها لذلك يبدو نتانياهو قلقاً من التطورات في اراضي السلطة الفلسطينية ومن مواقف عباس".