أسدلت المحكمة العليا في جمهورية أوسيتيا الشمالية التي شهدت مأساة احتجاز الرهائن في مدرسة للأطفال في بيسلان قبل سنتين، الستار على اكثر المحاكمات إثارة للرأي العام في روسيا في الفترة الأخيرة، بإنزالها أشد عقوبات تشهدها دوائر القضاء الروسية منذ سنوات طويلة، بنوباشي كولايف الإرهابي الوحيد الذي بقي على قيد الحياة بعد اعتداءات مدرسة بيسلان. وأصدرت في حقه حكمين بالإعدام وأحكاماً بالسجن تزيد على خمسين سنة، إضافة إلى حكم بالأشغال الشاقة مدى الحياة. واضطرت المحكمة إلى استبدال العقوبات المعلنة بالسجن مدى الحياة بسبب وجود نص قانوني يقضي بتجميد العمل بعقوبات الإعدام في روسيا. وتعلقت أنظار الروس أمس بشاشات التلفزيون خلال تلاوة الأحكام الصادرة في حق كولايف، الإرهابي الوحيد الذي اعتقل بعد عملية لتحرير الرهائن انتهت وسط بحر من الدماء وأسفرت عن مقتل 331 منهم بينهم 186 طفلاً. وكانت مجموعة من 33 شخصاً، بحسب المعطيات الرسمية، احتجزت نحو1200 رهينة غالبيتهم من الأطفال في المدرسة الرقم واحد في مدينة بيسلان شمال القوقاز، وطالبت بسحب القوات الروسية من الشيشان لإنهاء العملية. ودار قتال عنيف داخل المدرسة وفي محيطها في الثالث من أيلول سبتمبر 2004 بعد ثلاثة أيام قضاها الرهائن داخل المدرسة، وصلت المفاوضات خلالها مع الخاطفين الى طريق مسدود. وشهدت محاكمة كولايف سجالات عنيفة اتهمت خلالها منظمة"أمهات بيسلان"التي تضم أهالي الضحايا، السلطات بإخفاء كثير من الحقائق المتعلقة بالحادث والتسبب بزيادة أعداد الضحايا بسبب ارتكاب أخطاء خلال تنفيذ عملية تحريرهم. وجاءت الأحكام ضد كولايف لتؤكد عزم السلطات على إغلاق ملف القضية على رغم تأكيد الدفاع عزمه استئناف الحكم. واللافت أن صدور الحكم تزامن مع تزايد الدعوات في روسيا إلى استئناف العمل بعقوبات الإعدام ضد الإرهابيين، وهي العقوبة التي جمدت روسيا العمل بها منذ العام 1999. وكانت النيابة العامة طلبت إصدار"حكم استثنائي بإعدام كولايف بسبب فظاعة الجريمة"، ووجدت الدعوة قبولاً عند القضاة الذين أصدروا لائحة طويلة من الأحكام اشتملت على حكمين بالإعدام لتهم القتل العمد وإطلاق النار على ممثلي الدولة وحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة لممارسة الإرهاب وحكمين منفصلين بالسجن 15 سنة لاحتجاز رهائن والتسبب في موت أبرياء، وحكم آخر بالسجن 14 سنة للانضمام إلى"عصابة إجرامية"إضافة إلى السجن سبع سنوات لحيازة سلاح غير مرخص. وجاءت صيغة القرار لافتة، بنصه على إنزال عقوبة الإعدام على رغم تجميد العمل بها في روسيا. وقرر القاضي أثناء تلاوة حكمه ان"المتهم يستحق العقوبة القصوى"، معلناً عن"استبدال العقوبة بالسجن مدى الحياة"، ومنح في نهاية الجلسة الكلمة لكولايف الذي خاطب ممثلي أهالي الضحايا وجمع الصحافيين الحاضرين في المحكمة بعبارة:"كل هذه قصة مختلقة لا أساس لها من الصحة". المغربي هلالي وفي لندن أ ف ب، أعطت المحكمة العليا البريطانية الضوء الأخضر لتسليم المغربي فريد هلالي إلى إسبانيا التي تشتبه في علاقاته بتنظيم"القاعدة"واعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. ورفضت المحكمة حجج هلالي 38 سنة الذي قال انه في حال تسليمه إلى إسبانيا، سيُبعد إلى المغرب. ويلاحق القاضي بالتاثار غارثون، فريد هلالي بموجب مذكرة صادرة في نيسان أبريل 2004 بتهمة"المشاركة في مخطط إجرامي وإرهابي". وأمام هلالي 14 يوماً لاستئناف القرار