أظهر استطلاع للرأي العام في فرنسا أمس، انه ليس لفضيحة"كلير ستريم"وفصولها المتتالية أي تأثير في النيات الانتخابية للفرنسيين ولا في مواقفهم من مسؤوليهم. وبخلاف طبقتهم السياسية التي تتابع بتلهف تفاصيل هذه الفضيحة، جلب المسؤول السابق في الاستخبارات الفرنسية فيليب روندو، مخفوراً امام القضاء، بعد رفضه الاستجابة للاستدعاءات التي وجهت إليه، فإن الرأي العام الفرنسي يبدي سأمه للسجال حول هذه القضية، وذلك بحسب الاستطلاع الذي أجراه معهد"سوفيريس". وعلى رغم الحملة المركزة التي انصبت على رئيس الحكومة الفرنسي دومينيك دوفيلبان، في الوسطين السياسي والإعلامي، نتيجة تكليفه روندو التحقيق في لائحة بأسماء شخصيات، منها وزير الداخلية نيكولا ساركوزي، لديها حسابات سرية في الخارج، تبين لاحقاً انها وهمية، فإن غالبية الفرنسيين ترفض استقالته من منصبه. وأشار الاستطلاع الى ان نسبة رافضي هذه الاستقالة تبلغ 91 في المئة في اوساط مؤيدي اليمين الديغولي الحاكم وپ54 في المئة في أوساط مؤيدي الحزب الاشتراكي المعارض. وبالتالي، فإن الحزب الاشتراكي كان على تباين مع غالبية مؤيديه، لدى طرحه الثقة في حكومة دوفيلبان امام البرلمان، وكذلك الأمر بالنسبة الى حزب"الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية"الذي ايد الخطوة الاشتراكية على رغم تحالفه التقليدي مع اليمين الديغولي، في حين ان 57 في المئة من ناخبيه يؤيدون بقاء دوفيلبان في منصبه. وأفاد الاستطلاع انه بخلاف التكهنات التي أشارت الى ان"كلير ستريم"ستحرف الميول الانتخابية باتجاه اليسار واليمين المتطرف، بدافع معاقبة اليمين الحاكم، فإن هذا اليمين يبدو الآن الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة، استناداً الى نسبة تأييد تراوح بين 46 وپ52 في المئة في مقابل 36 في المئة للحزب الاشتراكي. ولم يسجل اليمين المتطرف، أي افادة من قضية"كلير ستريم"، بموجب الاستطلاع الذي أشار الى ان شعبيته لا تزال تراوح عند نسبتها المعهودة وهي 10 في المئة. وأشار الى ان فرنسيَّيْن من اصل 3 يعتبران المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة ربيع 2007 ستدور بين ساركوزي والنائبة الاشتراكية سيغولين رويال، على رغم ان اياً منهما ليس مرشحاً رسمياً حتى الآن.