أعلن وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، أن الفرنسيين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في 22 نيسان أبريل 2007، على أن تجرى الجولة الثانية في 6 أيار مايو من السنة ذاتها. تلي ذلك، الانتخابات الاشتراعية في 10 و17 حزيران يونيو. ويتوقع أن تنشر اللائحة الرسمية للمرشحين في 20 آذار مارس المقبل، على أن تبدأ الحملة الانتخابية في 9 نيسان، وتنتهي منتصف ليل 20 نيسان. وكانت آخر انتخابات رئاسية فرنسية أجريت في 2002، وانتهت بفوز كبير لجاك شيراك في الجولة الثانية في 5 أيار من ذلك العام، إذ نال أكثر من 80 في المئة من الأصوات في مواجهة مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبن بعد خروج المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان من الجولة الأولى. وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن المنافسة ستكون بين الاشتراكية سيغولين رويال واليميني نيكولا ساركوزي في انتخابات 2007. الى ذلك، تواجه المتنافسون الثلاثة على ترشيح الحزب الاشتراكي الفرنسي لانتخابات الرئاسة المقبلة، وهم: رئيس الوزراء السابق لوران فابيوس والوزير السابق دمينيك شتراوس كان والنائبة سيغولين رويال مجدداً أمس، خلال مناظرة تلفزيونية فصَّل كل منهم، مواقفه على صعيد القضايا الاجتماعية كالهجرة والأمن والأسرة. وجاءت المناظرة التي يفترض أن تساعد الى جانب المهرجانات الحزبية المغلقة، أعضاء الحزب الاشتراكي في اختيار أحد المرشحين الثلاثة عبر عمليتي اقتراع تجريان في 16 وپ23 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، بعدما نجحت رويال في اثارة حفيظة الطبقة السياسية يميناً ويساراً، من جراء اقتراح تقدمت به من شأنه برأيها تعزيز الديموقراطية. وينص اقتراح رويال على تشكيل هيئات شعبية يتم اختيار أعضائها بالقرعة لتقدير عمل أعضاء المؤسسات المنتجين بصورة دورية، بما يفرض رقابة شعبية مشددة على العمل المؤسساتي وتفعيل مشاركة المواطنين في اطار الديموقراطية. وبمجرد أن تفوهت رويال بهذا الاقتراح، انهالت عليها الانتقادات من كل صوب، تماماً كما حصل عندما اقترحت الحاق المخلِّين بالأمن في الضواحي بمعسكرات تدريب تابعة للجيش الفرنسي. وسارع رئيس كتلة حزب"الاتحاد من أجل الحركة الشعبية"اليمين الحاكم برنار اكوييه الى اتهامها بالدوس على"التقاليد الديموقراطية المتبعة منذ سنة 1789"، وبصوغ اقتراحات جديرة بالنظم التوتاليتارية. ويعد اكوييه من المقربين من وزير الداخلية ساركوزي. وأكدت الأمينة العامة للحزب الشيوعي الفرنسي ماري جورج بوفيه التي أعلنت ترشيحها للرئاسة، ان مثل هذا الاقتراح لا يسد الحاجة العميقة للديموقراطية المشاركة التي تؤدي، على حد قولها الى تعميم الاستفتاءات في ما يخص القرارات المتخذة على صعيد المناطق. وتبدو استراتيجية رويال التي تظهرها دائماً في موقع المستعد لتبني أي موقف يصدر عن الرأي العام، مشابهة جداً لتلك التي يتبعها ساركوزي الذي يعتبر على الدوام ان مواقفه وتصريحاته هي لسان حال عامة الفرنسيين.