سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئاسة الفلسطينية تتحدث عن محاولة لاغتيال العميد أبو رجب ووزارة الداخلية تتراجع عن رواية أولية . إصابة رئيس المخابرات الفلسطينية بجروح في انفجار استهدفه داخل مقره شمال غزة
أصيب رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية العميد طارق أبو رجب بجروح خطيرة امس جراء انفجار غامض وقع في مصعده الكهربائي في مبنى المخابرات العامة في منطقة السودانية شمال مدينة غزة، وأمر الرئيس محمود عباس بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث الذي اعربت الحكومة عن أسفها الشديد لوقوعه. وقتل أحد مرافقي أبو رجب وهو علي أبو حصيرة 43 عاما في الانفجار واصيب 12 آخرون بجروح متفاوتة، اثنان منهم في حال الخطر. الداخلية تسحب روايتها وبينما قالت مصادر الرئاسة وحركة"فتح"ان"ابو رجب"تعرض لمحاولة اغتيال، قدم الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني خالد أبو هلال في اعقاب الانفجار مباشرة رواية أخرى مفادها أن قنبلة سقطت من أحد مرافقي أبو رجب، ما ادى الى انفجارها ومقتل أحدهم واصابة"أبو رجب"وآخرين. واوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة"فرانس برس"في اتصال هاتفي من شرم الشيخ في مصر ان"ما جرى اليوم امس من محاولة لاغتيال رئيس المخابرات الفلسطينية"طارق ابو رجب"هو تصعيد خطير ومس بالامن الوطني الفلسطيني وسيدفع الامور الى مزيد من التدهور في الاراضي الفلسطينية". واضاف ان"الرئيس محمود عباس اصدر قرارا عاجلا بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة بقضية محاولة الاغتيال"هذه. وقال ابو ردينة:"ان الرئيس طلب من لجنة التحقيق السرعة القصوى في تقديم المعلومات حول ملابسات الحادث وضرورة تقديم المسؤولين عن هذه المحاولة الى القضاء فورا". لكن الناطق باسم وزارة الداخلية أبو هلال عاد وتراجع عن الرواية التي تحدثت عن سقوط قنبلة من دون أن يقدم رواية أخرى تؤكد أو تنفي تعرض"أبو رجب"لمحاولة اغتيال، خصوصا وانه سبق وان تعرض لمحاولة سابقة لاغتياله في آب اغسطس 2004 اصيب خلالها بجروح خطيرة لكنه نجا من الموت فيما قتل أحد مرافقيه أيضا واصيب عدد آخر منهم بجروح. واكتفى أبو هلال خلال المؤتمر الصحافي الدوري الذي يعقده في مقر وكالة"رامتان"للانباء يوم السبت من كل اسبوع بالقول ان رواية سقوط القنبلة"غير دقيقة ونحن في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق". واشار ابو هلال الى ان وزارة الداخلية شكلت لجنة تحقيق في الحادث، معرباً عن امله ان يكون الحادث عرضياً. وقال انه"في حال كان الحادث بفعل فاعل فانه يعتبر عملاً اجرامياً موجهاً ضد أحد القيادات الميدانية". وأعربت الحكومة الفلسطينية عن أسفها الشديد ازاء الحادث. وقال الناطق باسم الحكومة غازي حمد ان"رئيس الوزراء اسماعيل هنية تابع تطورات الحادث مع وزير الداخلية والجهات المعنية بهدف التحقيق في الحادث"، مشيراً الى ان وزير الداخلية شكل لجنة تحقيق في الحادث. واضاف ان"الحكومة معنية بالتحقيق في الحادث، ومعرفة أسبابه، وهي ترجو الجميع عدم التسرع في اطلاق الاحكام والاتهامات المسبقة لأن من شأن ذلك ان يزيد من الاحتقان والتوتر في الشارع الفلسطيني"، في اشارة الى المعلومات الاولية التي قالت ان"ابو رجب"تعرض لمحاولة اغتيال ونجا منها. كما أعلن جهاز المخابرات عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادث لمعرفة أسبابه. ونقل أبو رجب والمصابون الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وضرب مسلحون من جهاز المخابرات حصارا مشددا حول المستشفى ومنعوا الصحافيين ووسائل الاعلام من الدخول اليه وفرضوا حصارا مشددا ايضا على مقر جهاز المخابرات ومنعوا الصحافيين من الدخول اليه. واعتدى عدد من رجال المخابرات العامة على عدد من الصحافيين اثناء محاولتهم تغطية الاحداث الجارية، خصوصا في مستشفى الشفاء، ما حدا بنقابة الصحافيين الفلسطينيين الى استنكار ذلك والتنديد به دفاعا عن حرية النشر والتعبير. أبو رجب ينقل الى مستشفى اسرائيلي وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفاء ان لا خطورة على حياة"أبو رجب"الذي نقل في وقت لاحق الى احد المستشفيات الاسرائيلية لتلقي العلاج. وكان ابو رجب المصاب بداء السكري نجا من محاولة اغتيال قبل نحو عامين عندما اطلق مسلحون مجهولون عليه النار اثناء توجهه الى عمله صباحاً. وتم في حينه توجيه اصابع الاتهام الى حركة"حماس"التي نفت قطعياً أي علاقة لها بهذه المحاولة. وكان جهاز المخابرات العامة شدد الحراسة كثيراً على"أبو رجب"في اعقاب محاولة الاغتيال السابقة. كما شدد الحراسة على مبنى المخابرات الذي يعتبر اصلاً قلعة حصينة من الصعب، ان لم يكن من المستحيل اختراقها، خصوصا بعدما تولى أبو رجب رئاسة الجهاز خلفاً للواء أمين الهندي الذي تقاعد قبل نحو عام. ويقع المبنى الضخم وهو على شكل سفينة متعددة الطبقات في منطقة السودانية بالقرب من شاطئ البحر، وهو يبدو مثل سفينة عملاقة ترسو على الشاطئ. وتقول مصادر مطلعة ان كل من يدخل الى المبنى الذي بني قبل نحو عشرة أعوام بعد قيام السلطة الفلسطينية، يخضع لتفتيش دقيق ومكثف من جانب رجال الجهاز الموجودين في المبنى الذي لا يعرف احد ممراته ودهاليزه الكثيرة. ويفرض الصمت المخيم على المبنى على الدوام رهبة من نوع خاص، خصوصا وانه مصمم على الطريقة الغربية. وفور شيوع الانباء حول اصابة"ابو رجب"توترت الاجواء في مدينة غزة المتوترة أصلاً جراء حال المواجهة والصدام المتواصلة بين مؤسستي الرئاسة وحركة"فتح"من جهة والحكومة وقوتها التنفيذية وحركة"حماس"من جهة أخرى. ويبدو أن الوساطة المصرية التي وجهت لوماً شديداً لحركتي"فتح"و"حماس"لم تنجح مرة أخرى خلال اجتماع عقدته ليل الجمعة - السبت في نزع فتيل الازمة المتصاعدة بين الحركتين. وكان اربعة فلسطينيين اصيبوا بجروح مختلفة في اشتباكات وقعت ليل الجمعة - السبت بين الطرفين، كما اعتقلت القوة ثلاثة فلسطينيين متهمين باطلاق النار على عناصر من كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة"حماس"الاسبوع الماضي. إنذار من"فتح"الى"حماس" في غضون ذلك، امهلت قوة الحماية التابعة لحركة"فتح"حركة"حماس"مدة ثلاثة أيام اعتبارا من أمس لحل قوة المساندة التي شكلها وزير الداخلية سعيد صيام. وقال الناطق باسم قوة الحماية الفتحاوية"ابو جهاد"في تصريح صحافي امس ان"القوة على أتم الاستعداد للانتشار في شوارع وانحاء مدن قطاع غزة للتصدي لهذه القوة الحمساوية ضد أي اعتداء أو مساس بأبناء الشعب الفلسطيني لأنها خارجة عن القانون"مهدداً بأن قوته ستضرب بيد من حديد كل العملاء والخارجين عن القانون. وطالب"ابو جهاد"الرئيس عباس ب"اقالة الحكومة واجراء انتخابات مبكرة منعاً للتصعيد وصوناً للقانون، وحفاظاً على الدم الفلسطيني".