نجا القيادي في حركة «فتح» مأمون سويدان أمس من محاولة اغتيال عندما أطلق مسلحون ملثمون مجهولون النار عليه جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن إصابة مرافقيه بجروح طفيفة. وعلى رغم أن سويدان لمح إلى أن محاولة الاغتيال تأتي في سياق الصراع بين أنصار الرئيس محمود عباس وأنصار القيادي المفصول من الحركة النائب محمد دحلان، إلا أن الناطق باسم «فتح» حمّل حركة «حماس» المسؤولية عنها. وقال سويدان الذي يعمل مسؤولاً للعلاقات الدولية في «فتح» في قطاع غزة إنه «يتعرض منذ فترة لحملة تحريض كبيرة في كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من أنصار دحلان». وأوضح لموقع وكالة «سوا» الإخباري المحلي على الشبكة العنكبوتية أن «أربعة ملثمين ترجلوا من سيارة من نوع سوبارو، وشرعوا في إطلاق النار (تجاه سيارته)، ما أسفر عن إصابة المرافقين، ولاذ الملثمون بالفرار». ولفت إلى أن «حماس أيضاً منعته من السفر عبر معبر بيت حانون (ايرز) قبل 10 أيام». من جهتها، أعلنت الشرطة التابعة للحكومة السابقة ل «حماس» التي تتولى مقاليد حفظ النظام في القطاع، أنها فتحت تحقيقاً في الحادث. وقال الناطق باسم الشرطة أيمن البطنيجي إن «الشرطة تلقت إشارة إلى إطلاق نار على سيارة سويدان، وتوجهت إلى المكان فوراً وفتحت تحقيقاً لكشف ملابسات الحادث». لكن الناطق باسم «فتح» أحمد عساف حمّل في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة، رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية المسؤولية عن «إرهاب جماعاتهم المسلحة في قطاع غزة، ومحاولتهم اغتيال سويدان». ورأى أن «محاولات الاغتيال والتفجيرات اليومية التي يرتكبها مسلحو حماس، نتيجة طبيعية لسكوت قيادتهم على إرهاب العصابات المسلحة في قطاع غزة، ومحاولة فاشلة لإسكات الأصوات الوطنية التي تحملها مسؤولية الوضع الكارثي الذي يعيشه شعبنا في قطاع غزة... وحلقة في سلسلة مخطط إرهابي جديد لحماس ستؤثر حتماً على تماسك النسيج الوطني الفلسطيني الذي نسعى إلى تمتينه وتصليبه في مواجهة العدوان الإسرائيلي». ووصف المركز الفلسطيني في بيان الحادث بأنه «اعتداء سافر على سيادة القانون، وامتداد واستمرار لحال الانفلات الأمني المستشرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي ارتفعت وتيرتها في قطاع غزة خلال الآونة الأخيرة». كما أشار مركز «الميزان» لحقوق الإنسان في بيان إلى ثلاثة حوادث أخرى وقعت خلال اليومين الماضيين، وقال إن مجهولين أضرموا النار فجر الأحد في سيارة المقدم رمضان الناعوق الذي يعمل مديراً لقسم التخطيط والتطوير في هيئة الإدارة والتنظيم لوزارة الداخلية في غزة، كما أضرم مجهولون النار فجر الأحد في سيارة العضو في «فتح» عبد المنعم الطهراوي، فيما حاول مجهولون تفجير عبوة ناسفة أمام مدخل منزل المحامي خليل الجريسي أيضاً.