تقوّضت مزاعم إيران التي أعلنت عنها الشهر الماضي عن تحقيق تقدم نووي كبير عندما قال ديبلوماسيين أن اليورانيوم الذي خصّبته طهران هو يورانيوم معالج من نوعية عالية حصلت عليه من الصين، في وقت أفادت مصادر متطابقة في فيينا أمس، أن علي لاريجاني كبير المسؤولين الإيرانيين المكلفين الملف النووي، تعهد أن تواصل بلاده تعاونها مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن ديبلوماسياً إيرانياً أكد أن بلاده تستخدم يورانيوم معالج محلياً في برنامجها النووي، بعدما اعتمدت بداية على تخصيب يورانيوم من الصين. وقال:"التجارب الأولية جرت باستخدام سادس فلوريد اليورانيوم الذي اشتريناه من الصين، لكن بعد ذلك بأسبوع بدأنا في استخدام سادس فلوريد اليورانيوم الذي أنتجناه في أصفهان والآن سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في منشأة ناتانز للتخصيب من إنتاجنا". وقال ديبلوماسيو فيينا إن إيران صادفت صعوبات في إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم عالي النوعية. وأضافوا انه في أيلول سبتمبر الماضي، كانت المادة من نوعية رديئة، وكادت تتلف مضخات الطرد المركزي. وجاءت الصفقة قبل وقت قصير من انضمام الصين إلى معاهدة حظر الانتشار النووي في عام 1992 التي تلزم بكين بفرض قيود صارمة على الصادرات. وقال ديبلوماسي أوروبي معتمد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران ربما اختارت استخدام سادس فلوريد اليورانيوم الأفضل نوعية للإسراع بالعملية حتى يمكن للرئيس الإيراني احمدي نجاد أن يعلن على العالم دون تأخير أن إيران خصبت اليورانيوم. وقال ديبلوماسي أوروبي:"إعلانهم كان نوعاً من الخداع لأنهم اضطروا إلى استخدام يورانيوم طرف آخر. لكن ليس هناك شك في أن إيران لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم وهذا ما نشعر بالقلق حياله". لكنه قال انه من الواضح أن إيران تفتقر إلى الثقة في قدرتها على إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم الأساسي في دورة الوقود النووي. في غضون ذلك، أكد سفير إيران في فيينا علي اصغر سلطانية أن لاريجاني كان التزم بهذا الموقف خلال لقاء أجراه في العاصمة النمسوية مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وأوضح أن لاريجاني أكّد للبرادعي أن"إيران ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية وان مفتشيها سيتمكنون من مواصلة عملهم في إطار البنود المنصوص عليها في معاهدة الحد من الانتشار النووي". وقال الناطق باسم الوكالة الذرية مارك فيدريكير إن"اللقاء تناول المشاكل العالقة وخصوصاً ما طلبه مجلس حكام الوكالة من تدابير على طهران اتخاذها لاستعادة ثقة"المجتمع الدولي. وتناقش الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدةوالصين وروسيا في 24 أيار مايو المقبل في لندن التطورات المقبلة في الملف النووي الإيراني. ويسبق هذا الاجتماع في 23 أيار مايو لقاء بين ممثلي الولاياتالمتحدة والترويكا الأوروبية سيخصص لبلورة موقف مشترك في مواجهة موسكووبكين. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن الاجتماع تأجل"لتنقية وإضافة اللمسات الأخيرة على المقترحات الأوروبية إلى إيران. وعلى رغم عدم تحديد موعد نهائي للاجتماع الجديد، إلا انه من المنتظر أن يكون ذلك في ظرف عشرة أيام تقريبا. وأبدى الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي استغرابه، لرفض إيران مجموعة الحوافز الأوروبية التي يجرى العمل على إعدادها. وعبر عن أمله في أن يعطي الجانب الإيراني مهلة لدرس مجموعة الحوافز التي تشمل الطاقة النووية المدنية والاقتصاد وأمن إيران الإقليمي، قبل تحديد موقف منها. على صعيد آخر، أفادت أجهزة الأمن الإيرانية أنها ضبطت وثائق تثبت أن مرتكبي المجزرة التي أودت بحياة 12 شخصاً على طريق بم - كرمان على علاقة بالخارج. وفي نيويورك، دانت محكمة فيديرالية السنغافوري إرنست كوه تشونغ تيك بتهمة التآمر والتصدير غير المشروع إلى إيران قطع غيار طائرات مدنية وعسكرية قدّرت قيمتها بملايين الدولارات، إضافة إلى غسل الأموال.