اختتم الموسم الكروي الاستثنائي في الملاعب السعودية أنشطته وتوقفت استحقاقاته ومسابقاته المحلية كافة، وشهدت نهايته أفراحاً شبابية بعد الحصول على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ودخلت الأندية في سبات عميق ربما يستمر فترات طويلة، جراء الرغبة في التفرغ لإعداد وتجهيز الأخضر لمونديال ألمانيا، ويستثنى من ذلك ناديا الشباب والهلال اللذان ما زالت مشاركاتهما مستمرة في دوري أبطال آسيا. وتباينت مسيرات الفرق السعودية في المسابقات المحلية الثلاث وتفاوتت مستوياتها وعطاءات لاعبيها، ونجحت فرق الشباب والهلال والاتحاد في تحقيق ألقاب محلية وخارجية، كما نجح فريقا الخليج والفيصلي في تحقيق إنجاز كبير تمثل في الصعود إلى دوري الأضواء والشهرة واللعب مع الكبار والأقوياء في الموسم الكروي المقبل. ويأتي الإنجاز الذي حققه الشباب في نهاية الموسم الكروي الاستثنائي أهم وأغلى الإنجازات، لأنه جاء أمام فريق كبير هو الهلال، صاحب الإنجازات والبطولات، في ليلة تجلى فيها أبناء الشباب كثيراً وحسموا اللقب لمصلحتهم بثلاثية جميلة، توجت مسيرة"الليث"في المسابقة وتصدره لفرق الدوري منذ الجولات الأولى وحتى نهاية الأدوار التمهيدية، ليحتفل الشبابيون بإنجازهم الغالي على طريقتهم الخاصة ويؤكدوا أحقيتهم وجدارتهم بالوجود في النهائي واللعب على الكأس الذهبية للموسم الثالث على التوالي. وجاء الهلال بطلاً متوجاً في هذا الموسم الاستثنائي عقب تحقيقه بطولتين محليتين مهمتين، كانت الأولى في بداية المسابقات الكروية السعودية وتمثلت في كأس الأمير فيصل بن فهد، والثانية بطولة كأس ولي العهد، إذ حصد الزعيم اللقبين أمام الأهلي في الرياض مع اختلاف المحصلة التهديفية في اللقاءين، وزاد بذلك الهلال رصيده البطولي من الإنجازات المحلية في الموسمين الفائتين إلى ستة ألقاب، كانت كافية لكتابة مجد أزرق جديد، أعاد الجماهير الهلالية إلى المدرجات بكثافة كبيرة بهرت النقاد والرياضيين، لا سيما في النزالات الكروية الأخيرة. ونجح الاتحاد في حصد لقب قاري مميز بعد حصوله على كأس دوري أبطال آسيا للمرة الثانية على التوالي، عقب فوزه في النهائي على العين الإماراتي، وأسعد"العميد"جماهيره وعشاقه باللقب الذي مكنه من المشاركة في بطولة أندية العالم التي أقيمت في اليابان، وحل حينها الاتحاد رابعاً من بين ستة فرق شاركت في"المونديال"، وحاول الفريق أن يواصل إنجازاته في الملاعب السعودية، لكنه فشل في بلوغ الأدوار النهائية في المسابقات الثلاث، ولم تشفع له الإمكانات المالية الهائلة في خطف أحد الألقاب السعودية التي حلق بها فريقا الشباب والهلال. وفي الجانب الآخر، خرجت فرق النصر والأهلي والاتفاق والقادسية من المولد بلا حمص ولم توفق في تحقيق أي من الإنجازات والبطولات التي شاركت فيها خلال الموسم الاستثنائي، سواء على الصعيد المحلي أم الخارجي، إذ كان الخروج المر هو السمة الأبرز التي ارتسمت على مشوار هذه الفرق، وهو ما أدى إلى سخط جماهيرها وارتفاع معدل احتجاجاتها، لرغبتها في حصد البطولات والاحتفال مع فرقها بتحقيق الإنجازات، على غرار الفرق الأخرى التي عاشت أجمل لحظاتها وهي تطرز سجلاتها بألقاب غالية وكؤوس ذهبية، كانت تتويجاً رائعاً لمشوارها ومسيرتها الكروية في الموسم الاستثنائي في الملاعب السعودية.