فن وابداع وأداء كروي… قمة في الامتاع، وكأس غالية، وبطولة جديدة تسجل بأحرف من ذهب في سجلات الليث، تلك هي المحصلة النهائية التي خرج بها فريق الشباب من وقائع كرنفال الكبار ومواجهة الختام أمام فريق الهلال أول من أمس، على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، والتي أقيمت على درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي في الرياض. فمن شاهد الشباب في تلك الأمسية لم يتمالك نفسه من هول الاعجاب، ووقف يصفق بحرارة كبيرة لكتيبة الابداع البيضاء، التي سطرت أروع عروضها الكروية، وقدمت أجمل مستوياتها الادائية، ورسمت أحلى لوحاتها الفنية على المستطيل الأخضر، وتفننت في هز الشباك الهلالية بپ"ثلاثية"رائعة، أشكال وألوان، بهرت الجماهير الزرقاء قبل الجماهير التي توشحت بالشالات البيضاء والسوداء، في قمة الكبار التي أنصفت متصدر المسابقة منذ جولاتها الأولى. فأبطال الشباب قالوا كلمتهم بقوة، وصالوا وجالوا وحسموا النزال لمصلحتهم من وقت باكر من الشوط الثاني، وتفرغوا للاستعراض وتقديم مواهبهم لإشباع رغبات جماهيرهم الكبيرة والغفيرة، بعدما أسعدوها بإحراز"الثلاثية"في شباك عميد لاعبي العالم، وحارس القرن الآسيوي العملاق محمد الدعيع، وأكدوا على أرض الواقع أن الكرة لا تخدم إلا من يخدمها، وأن البطولات والألقاب والانجازات لا تأتي بالترشيحات ولا بالتوقعات ولا بالتمنيات، وإنما بالعمل الجاد والجهد المتواصل والتخطيط السليم من كل الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين على حدٍ سواء. ونجح المدرب الوطني القدير عبداللطيف الحسيني في تقديم نفسه بقوة في النهائي الكبير كمدرب يملك عقلية فنية متخصصة على طرازٍ عالٍ، بعدما أجاد كثيراً في اختيار التشكيل الأساسي ورسم الأسلوب التكتيكي الذي مكن لاعبيه من تأدية أدوارهم الفنية في شكل مميز طوال مجريات النزال، إضافة إلى تغييراته المثمرة التي أسهمت في إعطاء الشباب مزيداً من القوة والفعالية والنشاط والحيوية والنواحي الجمالية، حتى تحقق اللقب الغالي، واستطاع بذلك الحسيني أن يتفوق على منافسه في الهلال البرازيلي كليبر، على رغم من كونه مدرب لياقة، ويؤكد أن المدرب الوطني لديه القدرة على قيادة الفرق السعودية إلى البطولات متى ما وجد الفرصة والظروف الملائمة التي تعطى دائماً وباستمرار للمدربين الأجانب. وجاءت كوكبة الإبداع الشبابية لتكمل دور مدربها الحسيني، بعدما تألقت وأبدعت وتوهجت وتلألأت في سماء الرياض، وخطفت الأنظار، ونالت الاستحسان، وحظيت بالإعجاب من النقاد والرياضيين، بداية من الحارس الرائع محمد خوجه، ومروراً بالحمدان والدوسري ومعاذ والمولد وعطيف أخوان وعبدالله الدوسري ونشأت أكرم والحقباني وأترام والشمراني والموينع، وبقية القائمة الاحتياطية أو الأسماء العناصرية التي شاركت مع الفريق منذ بداية الموسم الكروي، وحتى حصد اللقب الغالي. وبعد تحقيق الشباب الكأس الغالية يكون الفريق استعاد لقبه الذي حققه قبل موسمين من أمام فريق الاتحاد في جدة، وبذلك يواصل الشبابيون مسيرتهم الكروية الناجحة في السنوات الأخيرة، وتحديداً في المواسم الثلاثة الفائتة، التي كان فيها الفريق طرفاً ثابتاً في النهائي، ليؤكد أبناء الشباب عشقهم الأبدي للبطولات والانجازات، وتحديداً أهم الألقاب في المسابقات السعودية، كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وليس ذلك بمستغرب في ظل الاهتمام الكبير والدعم اللا محدود الذي يلقاه النادي من رئيسه الفخري وقلبه النابض وعاشق الذهب الأمير خالد بن سلطان، ومن بقية أعضاء شرفه الأوفياء، وفي مقدمهم رجل المهمات الصعبة الأمير خالد بن سعد والإدارات الشبابية المتعاقبة والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبون والجماهير المخلصة الوفية التي دعمت الفريق بقوة وآزرته وشجعته حتى توج بالألقاب الرائعة في الفترات الأخيرة.