عثر في ولاية زابول جنوبافغانستان أمس، على جثة مفصولة الرأس لموظف هندي يعمل في مجال الاتصالات أعلنت"طالبان"انها قتلته بعد 24 ساعة على خطفه وسائقه الأفغاني يوم الجمعة الماضي. ودانت الحكومتان الهندية والأفغانية الجريمة التي توكد ضرورة تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب. وشكل الحادث حرجاً لباكستان التي تخوض حملة ضد الإرهاب في منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان، ذلك أنها دانت مراراً وجود الخبراء الهنود في أفغانستان واتهمتهم ب"الجواسيس". وقال محمد مير قائد الشرطة في ولاية زابول إن عناصر دورية تابعة لها"عثرت على الجثة مفصولة الرأس في كيس في حفرة على طريق تبعد نحو عشرة كيلومترات من المكان الذي اختطف منه"المهندس كيه سورياناريان 41 سنة الذي يعمل في شركة"المؤيد"البحرينية للاتصالات المتعاقدة مع شركة"روشان"الأفغانية لشبكة الهواتف الجوالة. ولم يعثر على السائق الأفغاني الذي كان برفقة سورياناريان. واعترف الناطق باسم"طالبان"قاري محمد يوسف بأن الحركة قتلت المهندس بإطلاق الرصاص عليه، مبرراً ذلك بأن الرهينة الهندي كان يحاول الفرار من خاطفيه، لكن الناطق لم يعلق على قطع رأس الرهينة بعد قتله. وكانت"طالبان"أمهلت الهند إلى مساء أمس، لسحب كل العاملين الهنود من الأراضي الأفغانية، في مقابل الإفراج عن المهندس الهندي. ونقلت جثة القتيل الى ولاية غزني تمهيداً لإعادتها الى الهند، فيما أعرب ناطق باسم رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ عن"ادانة رئيس الوزراء الجريمة وحزنه وأساه، طالباً من الأمة أن تظل موحدة في مكافحة الإرهاب". وتعهد سينغ ان تواصل بلاده التزاماتها بالمساعدة في إعادة إعمار أفغانستان. كذلك دان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الجريمة، معرباً عن مواساته لعائلة المهندس الهندي، معتبراً في بيان ان"أعداء أفغانستان يريدون منعها عن التنمية والوقوف على قدميها". وجاءت الجريمة بعد يومين من دعوة الرئيس الأفغاني مقاتلي"طالبان"الى إلقاء السلاح والانخراط في صفوف الحكومة التي يقودها، الأمر الذي رفضته الحركة. ولم تكن عملية قتل المهندس الهندي الأولى من نوعها، اذ سبقها قتل مهندسين هنود في ولاية نيمروز غرب أفغانستان في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، اذ قتل مهندس هندي مع سائقه كما قتل مهندس هندي وآخر تركي مع سائق أفغاني. وتبنت"طالبان"قتلهم جميعاً، مطالبة دولهم بسحب رعاياها العاملين في أفغانستان. في الوقت ذاته، كانت الحكومة الباكستانية اتهمت الهند بمحاولة زعزعة استقرار مناطقها المحاذية للحدود مع أفغانستان، من خلال من قالت عنهم إسلام آباد إنهم ضباط استخبارات هنود يعملون في القنصليات الهندية في المدن الأفغانية القريبة من الحدود، ما زاد من توتر العلاقات بين البلدين.