رحبت باكستان بعرض رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ معاهدة"امن وصداقة"، تطوي صفحة العداء التاريخي بين البلدين. لكنها شددت على وجوب حل مشكلة كشمير التي تشكل لبّ الصراع. وعلى رغم دعوته الباكستانيين الى قبول الأمر الواقع جغرافياً، جاء العرض الهندي ليخفف الضغوط على إسلام آباد التي تخوض حرباً ضد مسلحي"القاعدة"و"طالبان"في المناطق الغربية المتاخمة للحدود مع افغانستان، فيما تتهمها كابول بالسماح بتسلل"ارهابيين"عبر الحدود، لشن هجمات ضد عناصر التحالف وقوات الامن الافغانية. وقتل الجيش الباكستاني امس، حوالى 20 عنصراً من"طالبان"في غرب اقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع افغانستان، رداً على هجوم بالصواريخ استهدف نقطة تفتيش تابعة في قرية داتا خيل قرب ميرانشاه. واسفرت المواجهات عن مقتل جندي باكستاني وجرح اثنين آخرين، فيما ضبط الجيش راجمات صواريخ ورشاشات تركها"متشددون". وأسقط الجيش الباكستاني، من الجو، منشورات هذا الاسبوع على بلدان في هذه المناطق قبلية تحث رجال القبائل على نبذ"الارهابيين الاجانب"وتقول انهم ضمن مؤامرة هندوسية - يهودية. راجع ص 8 في الهند، عرض رئيس الوزراء منموهان سينغ على الحكومة الباكستانية"التوقيع على اتفاق صداقة وتعاون وأمن، يضمن لشعوب المنطقة العيش بسلام واستقرار"، بعد أكثر من خمسة عقود من التوتر والحروب، كانت مشكلة كشمير السبب الرئيس فيها. وقدم سينغ عرضه أثناء افتتاحه خط باصات بين مدينة امريتسار العاصمة الدينية للأقلية السيخية التي ينتمي إليها، وبلدة نانكا صاحب"مسقط رأس مؤسس الديانة السيخية"والواقعة حاليا في الأراضي الباكستانية قرب مدينة لاهور. وخاطب رئيس الوزراء الهندي الحكومة الباكستانية قائلاً امام جمع من مواطنيه:"آن الاوان لنترك وراءنا العداء وإساءات الماضي ، ويجب أن تتوج عملية السلام بين بلدينا باتفاق للصداقة والأمن". وزاد أن"الهند تحاول التوصل إلى اتفاق مع باكستان حول وادي سياشين المتجمد"شمال كشمير والمحاذي للحدود الصينية الذي احتلت أجزاء منه القوات الهندية في ثمانينات القرن العشرين عندما كانت باكستان منشغلة بالحرب الأفغانية. وفي نبرة تعكس عدم استعداد الهند لأي تنازل عن مواقفها في كشمير ورغبتها في فرض الامر الواقع، قال سينغ:"يمكننا التقدم الى أمام إذا اقتنع المعنيون باكستان بالوقائع على الأرض"، مضيفا إن الرئيس برويز مشرف"بذل الكثير في الحرب على الإرهاب ولكن ما زال عليه فعل المزيد من أجل باكستانوالهند". وتعليقاً على كلام سينغ، قالت الناطقة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم انه"يعكس توجهاً إيجابياً وإدراكاً قوياً للحاجة الى التحرك الى أمام في حل قضية كشمير"، فيما تساءل وكيل الخارجية الباكستاني السابق، والخبير في الشؤون الهندية نياز نايك عن كيفية التوصل إلى اتفاق سلام وتعاون وصداقة مع الهند من دون أن توافق على إيجاد حل سلمي ونهائي لقضية كشمير. ووصفت قيادات كشميرية تصريحات رئيس الورزاء الهندي بأنها تعكس روح تفاؤل إيجابية. وقال مير واعظ عمر فاروق، أحد قادة تحالف أحزاب الحرية في كشمير الهندية:"يجب اتخاذ خطوات أكثر لبناء الثقة، والخطوة المهمة هي سحب الجانبين الهنديوالباكستاني اسلحتهما من كشمير، ووقف انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي القوات الهندية هناك، وإيجاد حل يتوافق مع تطلعات الشعب الكشميري".