صدّ البيت الأبيض محاولة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إحداث"صدمة ايجابية"و"فتح ثغرة في جدار"أزمة الملف النووي الإيراني، عبر رسالة بعث بها الى الرئيس جورج بوش، في ما يعدّ اول اتصال مباشر بين طهران وواشنطن منذ الثورة الإسلامية قبل 26 سنة. وأكدت مصادر الادارة الاميركية أن رسالة نجاد التي ارسلت عبر السفارة السويسرية في طهران"لن تغيّر الموقف الأميركي الذي لا يرى المشكلة في العلاقات الثنائية بل بين المجتمع الدولي وإيران"في شأن ملفها النووي. راجع ص 10 وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي فريديريك جونز ل"الحياة"امس، أن"الرسالة الإيرانية، المتوقع تلقيها قريباً، لن تغير الموقف الأميركي المتمسك بالتعامل مع الملف الإيراني في اطار دولي، وليس ضمن نطاق العلاقات الثنائية". وشكّل ذلك تأكيداً أميركياً للرسالة بعد نفي مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي علمه بها في حديث الى شبكة"أن بي سي"، مجدداً تأكيده مطالبة المجتمع الدولي والولاياتالمتحدةايران بوقف نشاطات تخصيب اليورانيوم"تمهيداً لفتح باب لحل ديبلوماسي للأزمة". واعتبر رئيس اجهزة الاستخبارات الاميركية جون نيغروبونتي ان ثمة علاقة بين التوقيت الذي اختاره الرئيس الايراني لتوجيه رسالة وبين النقاش الجاري حاليا في الاممالمتحدة حول ايران. وقال في مؤتمر صحافي"نظراً لكون مسالة ايران مطروحة حالياً في الاممالمتحدة لا بد من التساؤل اذا كان التوقيت الذي اختير لتوجيه هذه الرسالة طريقة للتأثير بشكل أو بآخر على النقاش أمام مجلس الأمن". في الوقت ذاته واصل ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي انتقاده لروسيا، واصفاً دورها في الأزمة بأنه"غير مساعد حتى الآن"، على رغم تأكيده أن الولاياتالمتحدة"تأمل بدور أكثر فاعلية"لموسكو و"لا تسعى إلى استبعادها". تزامن ذلك مع توجيه بوش انتقادات الى الروس، إذ اعتبر انهم يعطون"إشارات متباينة حول التزامهم الديموقراطية"، منتقداً استخدامهم صادرات الطاقة ل"توجيه رسائل سياسية الى حكومات أخرى". وفي طهران، اعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام إن نجاد اقترح في رسالته الى بوش"وسائل جديدة للخروج من الوضع الهش في العالم". واكتفى بالقول ان مضمونها"يتخطى المسائل النووية"، في وقت يدرس مجلس الأمن السبل لحمل إيران على تعليق برنامجها النووي. رسالة نجاد وأبلغت مصادر ايرانية"الحياة"أن الرسالة تتضمن دعوة الرئيس الأميركي الى"العمل لترسيخ العدالة الدولية في التعاطي مع الدول والشعوب الساعية الى التقدم العلمي والفني"، إضافة إلى دعوة للعودة إلى"قيم الأخلاق والسلام والمحبة في الديانة المسيحية"في هذه السنة التي أطلقت عليها طهران سنة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. وقالت المصادر ان نجاد خاطب بوش في الرسالة، قائلاً ان"الإسلام هو الوسيلة الوحيدة أمامك للنجاة". وسأل الرئيس الإيراني نظيره الأميركي عن سبب امتلاك الولاياتالمتحدة والغرب عموماً الطاقة النووية وتقنياتها، إذا كانت سيئة إلى حد يفرض منع إيران من الحصول عليها. وقالت مصادر مقربة من الرئاسة الإيرانية ان رسالة نجاد واحدة من مجموعة رسائل سيوجهها الرئيس الإيراني إلى نظرائه في العالم، يشرح فيها موقف بلاده من كل المستجدات الدولية. في أنقرة، صرح علي لاريجاني سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الى قناة"أن تي في"التركية بأن"مبادرة نجاد تشكل فرصة انفتاح ديبلوماسي يجب تقويمها بعمق". لكن لاريجاني المكلف ملف البرنامج النووي الايراني، شدد على ضرورة"منح الرسالة شيئاً من الوقت وفرصة قبل كشف كل ابعادها"، مؤكداً في الوقت ذاته انها لا تعكس"ليونة"في الموقف الايراني. وفي لندن، استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير غزو ايران، معتبراً ان اي حديث يتردد عن توجيه ضربة نووية إليها"مناف للعقل تماماً". في المقابل، نقلت وكالة"فرانس برس"عن مسؤولين غربيين أن الولاياتالمتحدة أعدت استراتيجية تهدف إلى"عزل ايران عن المنظومة المالية الدولية"، عبر محاصرة ارصدة مسؤولين ايرانيين، واغلاق حسابات للحكومة الإيرانية، ووقف التعاملات المالية معها وتجميد أرصدتها، ومنع تخصيص قروض لمشاريع تصب في مصلحتها. ونقل احد هذه المصادر عن وثيقة استراتيجية اميركية، انه"في ضوء الوضع المصرفي الدولي"لإيران، على الولاياتالمتحدة أن"تطلب مساعدة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وفي شكل منفصل اليابان".