اعلنت واشنطن انها تسعى الى"اجراءات تصاعدية"بحق ايران، مستبعدة فرض عقوبات فورية ضدها في مجلس الامن، فيما ابلغ مدير الاستخبارات القومية الاميركية جون نيغروبونتي مجلس الشيوخ ان طهران"لم تمتلك بعد سلاحاً نووياً وعلى الأرجح لم تنتج ولا تمتلك المواد الانشطارية اللازمة". تزامن ذلك مع اجتماعات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، للبحث في احالة الملف الايراني على مجلس الامن. وتأجل التصويت على قرار في هذا الشأن الى اليوم، في انتظار تأمين أوسع مقدار من التأييد للمشروع الاميركي - الاوروبي الذي يواجه بتحفظات من مجموعة عدم الانحياز ودول عربية. واعتبر المدير العام للوكالة محمد البرادعي ان البرنامج النووي الايراني لا يشكل"تهديداً وشيكاً"، وان الصراع لم يصل الى حد الازمة، لكنه في"مرحلة حرجة"تفرض على طهران العمل"لاستعادة ثقة المجتمع الدولي". ورأى ان امام ايران مهلة شهر لوقف نشاطاتها النووية والقبول باقتراح موسكو تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية راجع ص 7. في المقابل، واصلت طهران التصعيد، اذ انتقد الرئيس محمود احمدي نجاد البرادعي، مكرراً ان بلاده لن تتخلى"تحت اي شرط"عن برنامجها النووي، خصوصاً التخصيب الذي اعتبره الامر"المهم في الطاقة النووية". وابلغ سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني البرادعي في رسالة، ان طهران ستحد من تعاونها مع الوكالة وتستأنف التخصيب"على صعيد صناعي"، في حال احالتها على مجلس الامن. كذلك حذر وزير الخارجية الايراني مانوشهر متقي من ان أي عمل عسكري تنفذه الولاياتالمتحدة او اسرائيل ضد بلاده، ستكون له"عواقب وخيمة"وسيواجه ب"كل الوسائل"المتوافرة لايران. في الوقت ذاته واصل المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، المكلف الملف النووي، جلسات مكثفة لمناقشة الاقتراحات التي حملها وفد روسي - صيني برئاسة نائبي وزيري الخارجية في البلدين. ويعتقد بأن المحادثات تناولت الاقتراح الروسي للتخصيب بشراكة صينية. اجتماعات فيينا في فيينا، قال المندوب الاميركي غريغوري شولت في اجتماع مجلس حكام وكالة الطاقة ان واشنطن"تسعى الى الاستعانة بسلطة مجلس الأمن لدعم الجهود المستمرة"لاقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي. وأوضح ان ذلك يتحقق من خلال"اسلوب قدِّر بحرص يستخدم فيه المجلس اجراءات تصاعدية ضد النظام الايراني". وزاد:"من خلال الابلاغ عن ايران في مجلس الامن، نزيد الادوات الديبلوماسية المتاحة للمجتمع الدولي، ولا نسعى الآن الى فرض عقوبات عليها". تزامن ذلك مع ارجاء مجلس حكام الوكالة التصويت على مشروع قرار الاحالة الأوروبي المدعوم أميركياً والداعي إلى"ابلاغ"مجلس الأمن بتطورات الملف الإيراني. وجاء التأجيل نتيجة التمسك الأوروبي بصيغة القرار الحالية وتعثر محاولات بعض الدول إقناع المجلس بادخال تعديلات لتخفيف اللهجة إزاء طهران. وأوضح ديبلوماسي عربي ل"الحياة"أن التعديلات تهدف إلى شطب البند الثاني في المشروع الذي يُخرج الملف الإيراني من إطار الوكالة ويرفعه إلى مجلس الأمن في شكل فوري، اضافة إلى طلب تعديل البند الثامن، ما يتيح تقديم التقرير المرتقب للبرادعي إلى مجلس حكام الوكالة عوضاً عن مجلس الأمن. وقال المندوب السوري لدى الوكالة صفوان غانم ل"الحياة"أن الصيغة الحالية مرفوضة في شكل قاطع وأن بلاده، بصفتها عضواً في المجلس، ستطلب اللجوء إلى التصويت، الأمر الذي يحاول المجلس تجنبه لئلا يعكس انقساماً داخله. ويحرص المجلس عادة على الخروج بصيغة توافقية. وفي حال التصويت، وهو مرجح اليوم، يتوقع أن تصوّت فنزويلا وكوبا وسورية ب"لا"، فيما يمتنع بعض الدول عن التصويت، الأمر الذي لن يحول دون اعتماد القرار طالما أن حصوله على غالبية الأصوات بات مضموناً. ويذكر أن روسيا والصين اللتين تؤيدان مشروع القرار بصيغته الحالية، تعتزمان التصويت لمصلحته، إذ تعتبران أنه ينص على"الإبلاغ"وليس"الاحالة".