أفلت الفرنسي - المغربي زكريا الموسوي المتهم الوحيد بالتواطؤ مع منفذي اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، من عقوبة الإعدام، بعدما أوصت هيئة المحلفين بسجنه مدى الحياة في ختام أول محاكمة في الولاياتالمتحدة تتعلق بهذه الاعتداءات التي أوقعت حوالى ثلاثة آلاف قتيل. وأكد الرئيس الأميركي جورج بوش أن اختتام محاكمة الموسوي"ليس نهاية الحرب على الإرهاب"، متجنباً التعليق مباشرة على الحكم الذي قوبل بانتقادات من جانب شخصيات أميركية وأقارب للضحايا كان يفضلون الإعدام. وطلبت عائشة وافي، والدة الموسوي، من باريس التدخل لدى واشنطن ليقضي ابنها عقوبته في سجن فرنسي، الأمر الذي أعلنت السلطات الفرنسية استعدادها لدراسته. وهتف الموسوي 37 سنة لدى مغادرته قاعة محكمة ألكسندريا فرجينيا بعد سماعه توصية المحلفين:"أميركا، خسرتِ وربحت أنا". وأعقب ذلك تثبيت القاضية ليوني برينكما الحكم بحق المدان، مشيرة إلى اعترافه بذنبه في هذه القضية. وقال نائب وزير العدل الأميركي بول ماكنولتي إن"هيئة المحلفين أصدرت قرارها، ونحترم توصيتها ونقبلها". ولا يمكن للادعاء أن يستأنف الحكم، وسينقل الموسوي قريباً إلى سجن يحظى بحماية أمنية مشددة في فلورنس ولاية كولورادو حيث يوضع في زنزانة انفرادية حتى آخر يوم من حياته. بوش وقال بوش إن المتهم حظي ب"محاكمة عادلة". وأضاف أن"العدو الذي ضرب أرضنا في 11 أيلول لا يزال ناشطاً ومصمماً على قتل أميركيين. وسنواصل هجومنا على الإرهاب". وتفادى التعليق على قرار المحلفين، واكتفى بالقول إن"أفكارنا تتجه اليوم إلى العائلات التي فقدت أحباءها في 11 أيلول". لكنه لاحظ أن الموسوي"أعلن صراحة سعادته"لمقتل أميركيين"أبرياء". وقال:"امتنا ستواصل البكاء على رجالها ونسائها وأطفالها الذين عانوا وماتوا في 11 أيلول". وزاد الرئيس الأميركي:"نحن نحقق العديد من الانتصارات، لكن يبقى الكثير وجهودنا لن تتراخى في القتال من اجل ضمان الحرية والأمن للشعب الأميركي. يمكننا أن نتحلى بالثقة. قضيتنا عادلة ونتيجتها أكيدة: سيعم العدل. ولن تكون للشر الكلمة الأخيرة. هذه الأمة العظيمة ستنتصر". واعتبرت عائلات ضحايا الاعتداءات أن العدالة تحققت بعد نحو خمس سنوات من الهجمات الدامية، فيما أعلن رئيس بلدية نيويورك السابق رودولف جولياني انه كان يفضل لو أنزلت عقوبة الإعدام بالموسوي، لكنه اعتبر أن قرار المحلفين"يظهر قيمة النظام القضائي الأميركي". وقال جولياني:"فازت أميركا". وعلق أبرا هام سكوت الذي فقد زوجته في اعتداءات 11 أيلول على وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون:"تحققت العدالة". وزاد:"الآن يمكنني طي الصفحة"معبراً عن"سعادته لأن هيئة المحلفين توصلت إلى قرار". وقالت كاري ليماك التي قتلت والدتها في إحدى الطائرتين اللتين صدمتا مركز التجارة العالمية:"سيبقى في السجن حتى آخر أيامه وهذا ما يستحقه". وأضافت انه يستحق"التعفن في السجن". وعبر تشارلز وولف الذي قتلت زوجته في الاعتداءات عن"سعادته للتوصية بالسجن المؤبد لان ذلك يحرم عدونا من"شهيد"آخر". في المقابل، قال ديفيد بيمر والد أحد ركاب رحلة شركة"يونايتد"الرقم 93 التي تحطمت في بنسلفانيا بعد تمرد ركابها:"شخصياً لدي خيبة أمل". وأضاف"ابني لم يحظ بفرصة الاحتفال بعيد ميلاده الثالث والثلاثين". طلب تدخّل فرنسا وطلبت والدة الموسوي من السلطات الفرنسية"التدخل"لدى واشنطن لكي يقضي ابنها عقوبته في سجن فرنسي كما أعلن محاميه باتريك بودوين. وقالت وافي، لإذاعة"فرانس انتر":"لا اشعر بشيء أنا ميتة. انه أسوأ شيء يمكن أن يحصل لأم"، مؤكدة أن ابنها"حوكم على ما قاله وليس على ما فعله". وأعلن وزير العدل الفرنسي باسكال كليمان في بيان في باريس انه اطلع على الحكم الصادر عن"محكمة مستقلة في بلد سيد". واعتبر مجلس نقابات المحامين في فرنسا الحكم بحق الموسوي"انتصار على الإعدام وانتصار على إلغاء هذا الحكم في بلد يصدر أحكاماً من هذا النوع". كما أعربت السفارة الفرنسية في واشنطن عن ارتياحها لسير المحاكمة. وذكرت في بيان"استعدادها الكامل"للقاء الموسوي في إطار الحماية القنصلية"في حال أعرب عن رغبته في ذلك، الأمر الذي لم يفعله حتى الآن".