قفزت الأسهم في بورصات منطقة الخليج العربية أمس إثر تغيير رئيس هيئة سوق المال السعودية بعد الانتقادات التي فجرها هبوط السوق اخيراً. فقد ارتفع مؤشر الأسهم السعودية نحو عشرة في المئة وقفز مؤشر بورصة دبي أكثر من تسعة في المئة وارتفع مؤشر بورصة أبو ظبي اكثر من ستة في المئة لكن مؤشر البورصة الكويتية نزل واحداً في المئة، وفقاً لما أفادت وكالة"رويترز". وكانت البورصات الأخرى في الخليج مغلقة لعطلة نهاية الأسبوع. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أصدر أول من أمس مرسوماً قضى بتعيين عبد الله التويجري، وهو ممثل سابق لدى صندوق النقد الدولي، رئيساً جديداً لهيئة السوق المالية التي تشرف على اكبر بورصة للأوراق المالية في العالم العربي. وخلف التويجري جماز السحيمي. وقال التويجري، الذي كان يشغل منصب الأمين العام للمجلس الاقتصادي الأعلى، ان إعادة الثقة في السوق سيكون شاغلاً رئيساً له بعد الهبوط الذي عصف بصغار المستثمرين الأفراد الذين اقترض كثير منهم مبالغ كبيرة للاستثمار في الأسهم. ويقول محللون ان السوق السعودية كانت مهيأة للهبوط بعد أن أشعل صعود قياسي لعائدات النفط انتعاشاً دام اشهراً وجعلها من أشد الأسواق غلاء في العالم. وسجلت أسواق الخليج أمس بعضاً من اكبر مكاسبها خلال التعامل منذ شهور في أعقاب تعيين التويجري مع صعود مؤشر السوق السعودية قريباً من الحد المسموح به عشرة في المئة بعد الفتح بدقائق. وكان حجم التداول هزيلاً نحو 700 مليون ريال لأنه لم يكن هناك تقريباً مستثمرون يريدون البيع وذلك وفقاً لبعض السماسرة. وكان حجم التداول اليومي وصل إلى 40 بليون ريال قبل بدء هبوط السوق في شباط فبراير. وقال سمسار كبير في السعودية:"لا يوجد سهم واحد معروض للبيع في السوق فكل شيء في جانب الطلب. والسوق تعود بقوة بالغة لكن قوة الدفع.... ترتبط بما سيفعله التويجري". وارتفعت كل الأسهم تقريباً في السعودية بالحد الأقصى المسموح به عشرة في المئة وغلب سهم بنك"سامبا"على التداول وقفز سعره 9.97 في المئة إلى 195.75 ريال. وقال سماسرة ان حمى الشراء أوقفت طلبات التغطية لعمليات الاتجار بالهامش التي كانت قد دفعت إلى عمليات البيع من مستثمرين كبار. وقال عبد المنعم عداس من"زاد للاستثمار":"كفت المصارف والصناديق عن عمليات البيع اليوم... هناك كلام كثير عن خطة لهيئة سوق المال لإصدار إجراءات جديدة لدعم السوق الاثنين غداً". بورصة دبي وقال وسطاء في دبي حيث يستثمر كثير من السعوديين ان إبدال رئيس هيئة سوق المال السعودية أعاد الثقة في السوق التي هوت هذه السنة. وغالباً ما تتبع سوق دبي خطى البورصة السعودية. وقال محمد علمي من"نعيم للسمسرة"في دبي:"سيكون لإبدال رئيس هيئة سوق المال اثر إيجابي جداً على المعنويات السعودية والسوق السعودية. وسيعزز ذلك المعنويات هنا". وكان ابرز الرابحين في بورصة دبي سهم"إعمار العقارية"الذي قفز 14.55 في المئة ليصل في آخر تعامل إلى 12.20 درهم. وكانت السوق تراجعت إلى أقل من 40 في المئة من قيمتها السوقية الخميس لتفقد أكثر من 300 بليون درهم. وأمس اندفع المستثمرون في عمليات شراء مكثفة على سهم"إعمار"الذي قاد السوق إلى ارتفاع لم تسجله السوق الإماراتية في تاريخها منذ انطلاقتها الرسمية عام 2000. وجاء الارتفاع في دبي مقارباً للارتفاع في السوق السعودية في جلستها الصباحية حيث ارتفعت سوق دبي بنسبة 3.39 في المئة، وهو الأعلى في تاريخها، وبلغ ارتفاع معظم الأسهم في السوق 15 في المئة، وهي النسبة القصوى المسموح بها، الأمر الذي أدى إلى انتفاء عروض البيع مقابل طلبات الشراء التي وصلت على جميع الأسهم في السوق مستويات عالية جداً، وخصوصاً منها سهم إعمار الذي سجل في اللحظات الأخيرة من التداول طلبات تبلغ نحو 12 مليون سهم، من دون أن يكون في مقابلها أي سهم للبيع. وفي سوق أبو ظبي، التي ارتفعت أمس بنسبة 6.55 في المئة، وهذه النسبة هي بدورها أعلى نسبة ارتفاع في السوق منذ افتتاحها رسمياً عام 2000، وسجلت معظم الأسهم في هذه السوق نسبة 10 في المئة وهي النسبة الأعلى المسموح بها في يوم واحد. وقال مستشار بنك أبو ظبي الوطني للسوق الداخلي زياد الدباس إن السبب وراء هذا الارتفاع الكبير والارتداد الذي شهدته السوق بعد الخسائر الكبيرة التي وصلت إليها الخميس يعود بعد التأثر بالسوق السعودي إلى أن الأسعار أصبحت جذابة للاستثمار بقوة. وأضاف:"تتخذ الحكومة بعض الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز حجم الطلب في السوق وعودة الثقة إليها، وهو ما انعكس في ارتفاع أسعار معظم الأسهم بالنسبة العليا المسموح بها". وأفادت مصادر مطلعة إلى"الحياة"إن مسؤولاً سياسياً وتنفيذياً كبيراً في الإمارات عقد أمس اجتماعاً لم يعلن عنه مع مديري المصارف في الإمارات واتخذ فيه قرار فوري بالتدخل في السوق وشراء كميات ضخمة من الأسهم لإنقاذ السوق من الوضع الذي وصلت إليه الخميس وزاد من قتامتها إعلان جميع صناديق الاستثمار في الإمارات أن خسائرها في الأسبوع الماضي بلغت نحو 14 في المئة ما هدد بانفراط العديد من صناديق الاستثمار وتصفيتها بعد أن قضت الخسائر التي منيت بها على جميع أرباحها في عام 2005 وأتت على جزء من رؤوس أموال المستثمرين فيها. وأكدت المصادر أن الكثير من المؤسسات الاستثمارية الضخمة في الإمارات تدخلت بقوة في السوق في تنفيذ مباشر لنتائج الاجتماع مع المسؤول الإماراتي الكبير، وانعكس ذلك في قيمة التداولات الضخمة التي تمت أمس في أسواق الامارات والتي بلغت نحو أربعة بلايين درهم وهو رقم قياسي جديد لم تشهده السوق الإماراتية منذ فترة طويلة، وكان الارتفاع في قيمة التداول لافتاً في سوق دبي التي بلغت فيها قيمة التداول نحو 3.5 بليون درهم، نتيجة التداول المكثف على سهم إعمار والذي بلغ أمس نحو 130 مليون سهم.
