أعلنت طهران امس انها تقبل ب"التفاوض"على الحوافز التي سيقترحها الأوروبيون عليها قريباً لإقناعها بوقف تخصيب اليورانيوم، لكنها أكدت رفضها وقف ابحاثها في مجال التخصيب. وحذر رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ايغور ايفانوف امس, من"ان أي عمل عسكري ضد ايران قد يفجّر الوضع في منطقة الشرق الاوسط وخارجها", في وقت استمر التراشق بالاتهامات بين ايران واسرائيل. اذ اكد الرئيس محمود احمدي نجاد ان الدولة العبرية"ستزول", فيما اتهمه رعنان غيسين, الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية, بالسعي الى إقامة"حضارة اسلامية بدلاً من الغربية", على انقاض اسرائيل. راجع ص 7 واعتبر ايفانوف ان شن الولاياتالمتحدة هجوماً على ايران"سيؤدي الى عواقب خطرة يمكن ان تتجاوز حدود المنطقة", مؤكداً تمسك روسيا بالأساليب الديبلوماسية، سعياً الى ايجاد حل سياسي عبر مجلس الأمن. وأشار الى ان موسكو"تخوض مناقشات صعبة لتجاوز الخلافات الكبيرة حول وسائل التعاطي مع الأزمة الإيرانية والتي تمنع التوصل الى تفاهم داخل مجلس الأمن". لكنه اكد اتفاق الدول الخمس الدائمة العضوية على تعزيز معاهدة حظر الانتشار النووي, وعدم ظهور دول نووية جديدة. في غضون ذلك, اجتمع سيرغي كيريينكو رئيس الوكالة الروسية للطاقة الذرية في موسكو امس, مع السفير الإيراني غلام رضا أنصاري، ومحمد سعيدي نائب رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية, لمناقشة استكمال بناء مفاعل"بوشهر"النووي الإيراني والبحث في اقتراح تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا. وأعلنت شركة"أتومترو اكسبورت"الروسية التي تشرف على بناء المفاعل, انجاز 90 في المئة من الاعمال فيه، على امل تسليمه الى طهران نهاية هذه السنة. وفيما كرر الرئيس الايراني في جاكرتا ان اسرائيل"ستزول يوماً ما", اعلن الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية, ان الهدف"الحقيقي"لتصريحات نجاد يتمثل في اقامة"حضارة اسلامية"على انقاض الدولة العبرية. وزادت مخاوف اسرائيل من سعي ايران الى امتلاك سلاح نووي, بعد اعلان طهران الشهر الماضي, نجاحها في تخصيب كمية من اليورانيوم, علماً ان خبراء في شؤون الدفاع يقدرون عدد الرؤوس النووية التي تملكها اسرائيل بنحو 300, اي ما يوازي"كماً ونوعاً ترسانة فرنسا او بريطانيا". في غضون ذلك, رحب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس, بإرجاء مجلس الامن فرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي. ودعا الى قبول"حلول وسط"لتسوية النزاع على الملف النووي,"علماً ان الحل الوحيد للايرانيين يتمثل في تسوية شاملة عبر الحوار". وحض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ايران على التخلي عن رفضها الصارم للاقتراحات الغربية في شأن برنامجها النووي, قائلاً ان"تراجع أل إيرانيين عن هذا الوضع العدواني والاستعداد للنقاش امر مهم". في الوقت ذاته، جددت بكين تمسكها بالدعوة الى نزع فتيل الأزمة عبر الجهود الديبلوماسية, مؤكدة معارضتها استخدام العقوبات لفض النزاعات الدولية, في حين رأى روبرت زوليك, نائب وزيرة الخارجية الاميركية, ان الصين"لن تكون عقبة"في طريق مساعي الحد من طموحات ايران النووية,"اذا استطاعت الولاياتالمتحدة اقناع روسيا بتشديد موقفها من طهران".