يدخل الملف النووي الإيراني مرحلة جديدة اليوم، مع تدشين مفاعل بوشهر الذري الذي أكمل خبراء روس بناءه بعد انسحاب شركة «سيمنس» الألمانية إثر الثورة العام 1979. وترى طهران التي فرض عليها مجلس الأمن 4 رُزم من العقوبات لرفضها تجميد برنامجها النووي، في تدشين المفاعل انتصاراً لها، مؤكدة مواصلتها تخصيب اليورانيوم. وقبل ساعات من تدشين المفاعل، شدد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي على أن إيران لن تتمكن من استخدام الوقود المخصص ل «بوشهر»، لإنتاج سلاح ذري. وقال: «لا شك في أن ثمة ضمانة لهذا الأمر بنسبة مئة في المئة، وهذه الضمانات لا تقدمها موسكو بل تأتي من وقائع موضوعية». وأضاف: «مجرد تزويد روسيا المفاعل وقوداً، واستعادته لاحقاً لمعالجته على أراضيها، يُعتبر دليلاً على التزام كلّ قواعد عدم الانتشار النووي في المفاعل». ولم يستبعد ريابكوف بناء مفاعلات أخرى في ايران، قائلاً: «قرارات مجلس الأمن لم تضع أي قيود على التعاون مع ايران في بناء مفاعلات تعمل بالماء الخفيف، والتي تُعتبر الأكثر أماناً من ناحية عدم الانتشار النووي». ويتوقع أن يحضر رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي ونظيره الروسي سيرغي كيريينكو مراسم تدشين المفاعل، والمتمثلة في ضخ وقود نووي في 165 من قضبان المفاعل، ليصبح بعدها «منشأة نووية». ويستغرق تزويد المفاعل وقوداً، نحو 3 أسابيع، قبل ان يبدأ العمل رسمياً. في المقابل، اعتبر المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية ان «مشروع بوشهر فريد من نوعه في تاريخ الصناعة النووية»، اذ انه «دُشِّن بعد نحو 3 عقود من تاريخ بدء بنائه». وشدد على ان «ايران أصبحت من الدول القليلة في العالم التي تمتلك الدورة الكاملة للوقود النووي». وأكد صالحي ان «التخصيب لإنتاج وقود لمفاعل بوشهر ومنشآت أخرى، سيتواصل». وأضاف: «بوشهر يُمكن ان يعمل 60 سنة، وننوي استخدامه 40 سنة. لنفترض اننا سنشتري وقوداً لعشر سنوات من روسيا، ماذا سنفعل خلال السنوات الخمسين المقبلة؟». في غضون ذلك، تعهد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، إذا ضمنا الحصول على إمدادات الوقود» لمفاعل طهران للبحوث الطبية. لكنه جدد تمسك طهران ب «حقها في التخصيب». وأعرب في حديث إلى صحيفة «يوميوري شيمبون» اليابانية، عن استعداد بلاده لاستنئاف المحادثات النووية مع الدول الست. وعشية تدشين «بوشهر»، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي إجراء تجربة «ناجحة» لصاروخ أرض- أرض حديث الصنع من طراز «قيام - 1»، مشيراً الى تمتعه ب «مميزات تقنية جديدة وقدرة تكتيكية فريدة». وفد اميركي في انقرة وكان لافتاً أمس، ان وفداً من وزارة الخزانة الأميركية زار أنقرة، محذراً الشركات التركية من مغبة قطع كلّ علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، اذا واصلت نشاطها التجاري مع ايران، متجاهلة العقوبات الأحادية التي فرضتها واشنطن على طهران. وتأتي محادثات الوفد الأميركي مع المسؤولين الأتراك، بعد تأكيد وزير الطاقة التركي تانر يلديز الشهر الجاري، ان أنقرة ستدعم بيع الشركات التركية الخاصة البنزين لطهران. وقال مسؤول في السفارة الأميركية ان الوفد زار أنقرة «لمناقشة وشرح عقوبات مجلس الأمن، وأيضاً رزمة العقوبات الأميركية»، فيما تحدث مصدر في الخارجية التركية عن «تبادل وجهات النظر حول العقوبات على ايران»، مضيفاً: «أبلغناهم ان تركيا لا تشعر بأنها ملزمة تطبيق أي عقوبات غير تلك التي فرضتها الأممالمتحدة». ونقلت صحيفة «جمهورييت» عن مسؤول اميركي قوله ان واشنطن ارسلت الوفد لتحذير أنقرة من انها ستستهدف الشركات التركية المتعاملة مع ايران.