أبلغت طهرانأنقرة رغبة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة تركيا قبل شهر نيسان أبريل المقبل، وسط ارتفاع وتيرة زيارات مسؤولين غربيين إلى تركيا. فبعد زيارة أمين عام حلف شمال الأطلسي الناتو ياب دي هوب شيفر ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي روبرت موللر إلى أنقرة الشهر الماضي، تستعد تركيا لاستقبال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ورئيس الأركان المشتركة الجنرال بيتر بايس خلال الشهر الجاري، تتبعهما وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في شباط فبراير المقبل. وعلى رغم نفي وزير الخارجية التركي عبدالله غل أي علاقة بين زيارات الشهر الماضي وإيران أو سورية، وتأكيده أن تركيا لا تعقد مع واشنطن صفقات تحت الطاولة في شأنهما، كذلك تأكيده أن إسرائيل أو الولاياتالمتحدة لم تطلبا من أنقرة دعماً لوجستياً لضرب إيران، إلا أن تسريبات صحافية تحدثت عن ضربة أميركية محتملة لإيران تطرقت إلى دور لوجستي مطلوب من تركيا. وآخر التسريبات أوردتها صحيفة حرييات التركية التي نسبت إلى مسؤول استخباراتي أميركي تأكيده أن زيارة رئيس الاستخبارات الأميركية بورتر غوس أنقرة الشهر الماضي جاءت بعد حصول وكالة الاستخبارات المركزية سي آي إي على معلومات تفيد بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان تعهد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته أنقرة العام الماضي، بأن تركيا لن تفتح قواعدها العسكرية للطائرات الأميركية في حال توجيه واشنطن ضربة عسكرية إلى طهران، وأن غوس سأل أردوغان عما تستطيع أن تقدمه تركيا من دعم في تلك الضربة المحتملة، وما إذا كان موقف أنقرة سيتبدل في حال نفذ حلف شمال الأطلسي الضربة. وأفاد مصدر في حزب العدالة والتنمية الحاكم ل"الحياة"أن زيارة بيتر بايس إلى أنقرة المرتقبة الشهر الجاري ستكون في غاية الأهمية. في المقابل، علمت"الحياة"من مصادر عسكرية في أنقرة أن الاجتماع الدوري السنوي للجنة التصنيع العسكري والتي ستعقد نهاية الشهر الجاري برئاسة أردوغان وحضور وزير الدفاع وجدي قونول وقائد الأركان حلمي أوزكوك ومستشار التصنيع العسكري، وضعت على اجندتها موضوع شراء صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية. ولفتت المصادر إلى أن اللجنة أمامها ثلاثة خيارات، هي صواريخ باتريوت الأميركية وأس 300 الروسية وآرو الإسرائيلية. وكانت هيئة التصنيع العسكرية تعرضت لانتقادات برلمانيين لإهمالها بحسب رأيهم تأمين مضادات للصواريخ، على رغم أن تركيا محاطة بدول تملك صواريخ بعيدة المدى يمكنها بلوغ اسطنبول. وكان مسؤول في رئاسة الوزراء نفى أي مساع تركية للوساطة بين طهرانوواشنطن، رداً على زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أنقرة والتي تبعتها زيارة للسفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد.