يتوجه أكثر من 16 مليون ناخب في بيرو اليوم إلى صناديق الاقتراع، لاختيار خلف للرئيس أليخاندرو توليدو الذي تولى مقاليد الرئاسة بعد نهاية حقبة الرئيس الياباني الأصل ألبرتو فوجيموري المعتقل في تشيلي في انتظار أن تبت المحكمة طلب ليما استرداده. وينهي الرئيس توليدو، وهو اقتصادي هندي، ولايته الدستورية وشعبيته في أدنى مستواها، على رغم ما تشهده البلاد من نمو اقتصادي لافت، سببه ارتفاع أسعار النحاس العالمية نظراً الى تزايد الطلب الصيني عليه، إلا أن هذا النمو لا يترجم تطوراً في مختلف مناطق ثالث أكبر بلد في أميركا الجنوبية مساحة وقطاعاته. ومن بين المرشحين ال23، هناك ثلاثة"جدّيون"أصحاب حظوظ فعلية بالوصول الى سدة الرئاسة، وستدور المعركة الأساسية في الجولة الأولى حول معرفة من سيتأهل لخوض الجولة الثانية شبه الأكيدة ضد الضابط المتقاعد أُولانتا هومالا الذي تصدّر استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة، وهو ينتمي إلى تيار هوغو تشافيز السياسي رئيس فنزويلا. ولا أحد يتجرأ اليوم في بيرو على المراهنة حول هوية خصم هومالا، علماً أن المرشحين الطامحين لمواجهته في الدورة الثانية المقررة في 7 أيار مايو المقبل، هما لورديس فلوريس ممثلة اليمين الوسط ، وآلان غارسيا الرئيس السابق ممثل اليسار الوسط. وكان غارسيا تأهل للدورة الثانية بفارق ضئيل سنة 2001، وبعد أن كانت استطلاعات الرأي ترجح فوز منافسته. وقد يتكرر السيناريو ذاته هذه المرة، باعتبار أن فلوريس تقدمت طوال الحملة ولم يلحق بها غارسيا إلا في الأيام الأخيرة. ويرجح البعض ان يحصل حزب غارسيا، على أكبر كتلة برلمانية في الانتخابات النيابية التي ستجرى في شكل مواز. عنصر التجاذب ولكن أيّاً يكن الفائز، سيكون هومالا 44 سنة"صديق تشافيز"كما يعرّف عن نفسه، محط الأنظار. وقد جعل التجاذب يصل إلى ذروته بين الخوف المفرط منه والحماسة المطلقة له. ولم يكن هومالا من الوجوه المرجحة للفوز قبل شهور قليلة، خصوصاَ أنه لا ينتمي الى حزب قوي يؤيده، وفي سيرته محطات تذكر بتشافيز، إذ تحول إلى وجه معروف بعد محاولة انقلابية فاشلة قادها ضد فوجيموري في آخر عهده، وأخرى بما حدث في بوليفيا، كاعتماده على الصوت الهندي الذي يمثل نحو 45 في المئة من ناخبي بيرو ما يعتبر مثلاً إضافياً عن صعود الحركة الهندية في دول سلسلة جبال الأندس. ويقترح في برنامجه جمعية تأسيسية لتغيير النظام السياسي والخروج من النموذج النيو - ليبرالي المفروض على الصعيد الإقتصادي. ويتفق مراقبون بأن نسبة العنف الكلامي، المرتفعة أصلاً، مرجحة الى ازدياد في الدورة الثانية والى تعميق الانقسام الطبقي والإثني والمناطقي في بلد مثل البيرو، ذات هوية حائرة.