شهدت أبوجا، العاصمة النيجيرية، تحركات ماراثونية لإنقاذ المفاوضات بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور قبل المهلة الرسمية لانتهاء المفاوضات اليوم. وفي وقت سعى المتمردون الى تأخير"ساعة الحسم"بعدما أحرجتهم الحكومة بقبولها - مع تحفظات - وثيقة اتفاق عرضه الوسطاء الأفارقة على أطراف النزاع، رفض الوسطاء تمديد جولة المفاوضات لكنهم سمحوا بإجراء تعديلات على وثيقة الاتفاق بعد توقيعها. وتنتهي اليوم رسمياً جولة مفاوضات أبوجا بين الحكومة السودانية وحركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"بعد خمسة شهور من التفاوض. وأُفيد أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة يان برونك وصل الى مقر المفاوضات مساء أول من أمس ودخل في مشاورات مكثفة مع المتمردين ومارس ضغوطاً كبيرة عليهم لقبول مشروع الاتفاق الذي طرحه الوسطاء. وشددت مصادر ديبلوماسية على أهمية اجتماع يُفترض ان يكون جمع أمس برونك مع مني أركو مناوي رئيس أكبر الفصائل المتمردة. والقت الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقية الشركاء الدوليين بثقلهم أمس لاقناع أطراف أبوجا بإنهاء المحادثات في موعدها الذي حدده الاتحاد الافريقي اليوم. وأشارت تقارير صحافية في الخرطوم الى إمكان قيام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني جاك سترو بزيارة مقر المفاوضات - في حال تمديدها - في الساعات ال 48 المقبلة لدفع المحادثات. وهدد الرئيس النيجيري اوليسغون أوباسانجو الطرف الذي لا يوقع وثيقة السلام بفرض عقوبات عليه من مجلس الأمن. وقال أوباسانجو الذي التقى وفود الأطراف المختلفة - نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ورئيس حركة العدل خليل ابراهيم ورئيسي حركة تحرير السودان مني أركو مناوي وعبدالواحد محمد نور، كلاً على حدة - إن الوثيقة جيدة وعادلة ويمكن ان تصبح أرضية مشروع حل نهائي للقضية. وقال الناطق باسم الوفد الحكومي الدكتور أمين حسن عمر ان الحكومة قدمت ملاحظات حول الورقة يجب النظر اليها باهتمام خصوصاً في ما يتعلق بالترتيبات الأمنية. فيما طالب أحد زعيمي"حركة تحرير السودان عبدالواحد نور بمزيد من الوقت لأن المدة غير كافية. لكن الناطق باسم الاتحاد الافريقي نورالدين المازني أكد ان الوساطة تتمسك بموعدها المحدد لنهاية الجولة اليوم الأحد. ونقلت وكالة"رويترز"عن مصدر ديبلوماسي يشارك عن كثب في المفاوضات ان زعيمي فصيلي"جيش تحرير السودان"، مناوي ونور، يجريان محادثات مباشرة مع الحكومة حول مسودة الاتفاق، وهذه دلالة تبعث على الأمل بأنه سيتم التوصل الى اتفاق. واضاف المصدر:"شعوري الداخلي هو أننا سنشهد اتفاقاً". وانضم قادة ميدانيون من دارفور الى فرق التفاوض في أبوجا فيما تسعى الفصائل الى توحيد موقفها تجاه اقتراح التسوية. وينظم ائتلاف يضم أكثر من 160 جماعة دينية وانسانية مسيرات اليوم الأحد في الولاياتالمتحدة تحت اسم"انقذوا دارفور". وأقر الرئيس الامريكي جورج بوش المسيرات قائلاً"الابادة الجماعية في السودان غير مقبولة". وقال"أريد ان تدرك الحكومة السودانية ان الولاياتالمتحدة جادة في شأن حل المشكلة".