من الأمور المضحكة حقاً انتشار ظاهرة"شبه النجم"في وسائل الإعلام. وتقوم الفكرة على إجراء مسابقة ومتبارين ولجنة حكم وجمهور وتصويت وتغطية إعلامية من أجل التقاط شخص يشبه نجماً! لكم أن تتصوروا أن يقوم مئات المشاهدين بالتصويت حول أيهما أكثر شبهاً بعبدالحليم. فلان أم علان؟ وأين نقاط الشبه في أنفه أو شعره أو ذقنه؟ تصوروا أيضاً أن تنجح فتاة وتكون الأكثر شبهاً بأصالة مثلاً، بينما نجد أصالة قد خضعت لعملية تجميل جديدة. فهل تسحب الجائزة من الفتاة؟ تصوروا أن يفوز أحدهم بلقب الأكثر شبهاً بعمرو دياب. ويكون الشبه كامناً في حركاته وملابسه وشعره. ليغير عمرو بعد يومين قصة شعره، فيصبح وضع الشبيه مذرياً. تصوروا أيضاً لو فازت إحداهن بجائزة"زي نانسي"على وزن"زي النجوم". ويأتي فادي قطايا أو أحمد القبيسي مثلاً ليغير"لوك"نانسي وتظهر"الآنسة عجرم"بملامح جديدة مختلفة. فما هو مصير إحداهن في هذه الحالة هل ستقاضي المزين؟ تصوروا مثلاً لو نجح بعض هؤلاء الأشباه في أن يكون شبيهاً لتوم كروز مثلاً وفجأة يصاب كروز بماء نار على غرار جرائم التشويه التي يصاب بها النجوم. هل سيضطر هذا"الشبيه"إلى اخذ حمام"ماء نار"على وجهه حتى يكون شبيهاً اسماً على مسمى؟ تصوروا لو أن شاباً تلقى أعلى نسبة تصويت لأنه شبه الفنان حسين الجسمي، لنكتشف بعد فترة أنه كان يلبس قناعاً شبيهاً بأقنعة جيم كاري"القناع". هل سيقاضى بتهمة التزوير والنصب الاحتيال والشبه. لو حققت مثلاً شابة نجومية لأنها شبيهة للفنانة أمل حجازي، هل ستتسابق عليها الفضائيات والمهرجانات والكليبات لأنها فقط شبيهة أمل حجازي. ولو فازت امرأة بلقب شبه أم كلثوم هل ستمنح لقب"كوكب الشرق الشبيه بكوكب الشرق أم كلثوم". الأمثلة السابقة تثير الضحك. فما يحدث فعلاً شيء يدعو إلى السخرية بالفن والإبداع الحقيقي. قيمة الفنان في الكاريزما التي منحها الله له كي يصل إلى قلوب الناس ويوصل إحساسه بصوته أو أدائه، ويبقى بالتالي في ذاكرتهم. أن يتم الاستفادة من ذلك الشبه في عمل فني درامي توثيقي، فهذا مقبول على رغم الشك الكبير في نيّة ذلك التوجه. لكن أن تقام لجنة وتصويت واتصالات، فهذا يطرح علامة استفهام كبيرة حول استغفال للمشاهدين والاستغلال والارتزاق على سمعة النجوم الحقيقيين وشهرتها. المضحك الأكبر في الموضوع هو اشتراك إحدى الفنانات العزيزات في لجنة حكم، وكانت تبذل جهداً كبيراً في تحليل الأداء الغنائي للشبيه وكيف انتقل بسهولة من مقام إلى آخر. وكأنها أخذت الحكاية على محمل الجد وغابت عنها أن المسألة استغلال مادي للمشاهدين ليس إلا، ومن المستحيل أن يخطو هذا الشبه المسكين أي خطوة تجاه النجومية، حتى لو غير مقاماته كلها. أظن أن الأمر لن يطول وأظن أن الناس ستتعلق لسنوات عدة مقبلة بالعندليب وليس بشبه العندليب. وفيروز ستبقى مئات السنين فيروز القيمة والقامة مهما جاء من يقلدها أو يشبهها، وكما يقول الفنان الشعبي المصري محمد طه:"ع الأصل دوّر".