"انتبه لا تفتح المظلة داخل المنزل فقد يموت أحد أفراده" ، اذا سمعت طنيناً في اذنك اليمنى، فهذا يعني انك ستسمع خبراً سيئاً. أما إذا كان في اليسرى فيعني أنّ الخبر جيد"،"إن كنت خائفاً من الأحلام المزعجة ضع مقصاً مفتوحاً تحت الوسادة فهو يبعد الكوابيس"... وتطول سبحة هذه المعتقدات الشعبية التي ما زلنا نسمعها في أيامنا هذه، وإن عرف عصرنا بعصر التكنولوجيا والعلم والمنطق. إذ ما زال الكثير من الخرافات مترسخاً في عقول الناس و الشبان منهم. قناعة تامة أن تجد إنساناً متقدماً في العمر يتحدث عن هذه المعتقدات فأمر طبيعي، لكنّه يصبح غريباً أن تجد شبان اليوم يؤمنون بها. فرامي 22 سنة لا يحب أن يلتقي فتاة ترتدي الأسود في النهار، لأن ذلك يدفعه إلى التشاؤم. ويقول:"أتشاءم من اللون الأسود فهذا يشعرني بالموت". وإن تشاءم البعض، فالبعض الآخر وجد في هذه الخرفات، إذا صح التعبير، نوعاً من الأمل والتفاؤل. فرنا 23 سنة ما زالت منذ صغرها تنتظر سقوط نجم في السماء كي تطلب أمانيها."فقد قيل لي ان الدعوات مستجابة أثناء وقوع النجم". ويبدو أن هذه الخرافات طاولت الموضة أيضاً. إذ تقول إيناس 18 سنة:"لا أضع الخلخال في قدمي اليمنى لأن ذلك يعني ان الفتاة غير شريفة، كما يقال". أما سهام 25 سنة فتبقى قصتها المضحكة الأغرب بين الجميع، فقد جهزت غرفة طفلها الذي تنتظره ولوازمه باللون الأزرق بعدما وقعت وهي في شهرها الثالث. وهذا يعني أنّها"سترزق بصبي". وبدورها تحاول رندة 20 سنة عدم نسيان أي غرض من حاجياتها قبل مغادرة المنزل كي لا تعود إليه بعد الخروج، لأنه وعلى حد تعبيرها"العودة فأل شر". وأمام استسلام البعض لصحة هذه الأقاويل، ظهرت فئة لا بأس بها، منعها خوف داخلي من عدم التصديق... فكانت أسيرة الحيرة."على رغم أنني اعتبر الأمر سخيفاً، أخاف ان يفتح أحد مظلته داخل المنزل. ينتابني شعور غريب"قالت لبنى20 سنة وهي تضحك كأنها تسخر مما تقول. ولا يختلف الأمر كثيراً عند شادي 24 سنة الذي يقول:"عندما اسمع صوت بومٍ في الليل، أسرع إلى قلب الحذاء حتى أطرد نحسه. أعرف أن الأمر بعيد عن المنطق وأنا أسخر من أمي كثيراً لأنها تؤمن في خرافات مماثلة، انما لا أعرف لماذا أقلب الحذاء". اما رحاب 21 سنة وعلى رغم ادعائها العلمانية المطلقة، تتجنب أن تقطع من فوق شقيقتها الصغيرة وهي نائمة"كي لا تصبح هذه الأخيرة قصيرة عندما تكبر". وتقول:"أنا لا أؤمن بالخبرية لكن أتجنبها، وأحاول عدم فعلها". من جهة أخرى، لم تقلل هذه الظاهرة من وجود شبان تمردوا عليها ورفضوا تصديقها. إذ يعتبر فراس 14 سنة:"مَن يؤمن بهذه الخرافات ساذج ومن الطبيعي أنه لا يستخدم عقله". ودعمته فاطمة 22 سنة قائلة:"من السخافة تصديق مثل هذه الخبريات". أما سامح 23 سنة فلم يلُم أهله والكبار غير المتعلمين لتصديق هذه الروايات"بسبب الجهل"، أما أن يمتثل بها شباب اليوم"فهذه كارثة عقلية"على حد تعبيره.