خطت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن خطوة اضافية باتجاه احالة الملف النووي الايراني على المجلس، باتفاق ممثليها لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية على صيغة مشروع قرار يرفع الى مجلس حكام الوكالة لاعتماده في اجتماعه الحاسم اليوم. وقبل ساعات من الاجتماع، حذر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو طهران من انه لم يبق لديها سوى"فرصة اخيرة"للتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي و"عدم الاقدام على ما يمكن ان يقود الى تطوير سلاح نووي". وكان سترو يتحدث عشية لقائه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في لندن اليوم، ولم يستبعد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي فرض عقوبات على طهران في مجلس الأمن. راجع ص 8 في المقابل، حمل الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على القوى النووية العظمى في المجلس، ووصفها بأنها"قوى هشة"، مشدداً على ان بلاده"لن تذعن ابداً"، وذلك خلال زيارة"رمزية"لموقع مفاعل بوشهر النووي قرب طهران. وانتقد الذين"يملكون مخزونات اسلحة نووية، يجتمعون ويتخذون القرارات ويظنون ان الشعب الايراني سيخضع لها". كذلك هدد وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار ب"رد سريع ومدمر"على اي هجوم يستهدف المنشآت النووية في بلاده. وقال ان"حماية محطة بوشهر مهمة جداً بالنسبة الى جمهورية ايران الاسلامية"، مؤكداً ان"القوات الجوية الايرانية مستعدة على رغم العقوبات، لمواجهة اي تهديد او اي انتهاك لمجالنا الجوي". وفي وقت نقل وفد روسي - صيني وجهة النظر الغربية الى طهران بحثاً عن مخرج للأزمة، اعلن الكرملين ان الرئيس الاميركي جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحثا في الملف الايراني خلال مكالمة هاتفية بينهما. وعلق الرئيس الاميركي جورج بوش على تصريحات نجاد بدعوة ايران الى"التخلي عن طموحاتها بامتلاك اسلحة نووية"معتبرا ان ذلك هو السبيل الوحيد لتفادي قرار ضدها في مجلس الامن. وقال بوش في مقابلة مع وكالة"اسوشيتدبرس"الاميركية"لا يمكننا القبول بامتلاك ايران سلاحا نوويا. نريدها ان تمتلك طاقة نووية لكن وفق الشروط التي نتحدث عنها". وكانت واشنطن وافقت على ان تقوم روسيا بتخصيب اليورانيوم الايراني. من جهتها، أبدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ارتياحها الى الاتفاق الذي أمكن التوصل اليه مع روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا لنقل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن. وقالت:"انها الاحالة التي كنا نسعى الى الحصول عليها، انها خطوة رسمية لنقل الملف الى الأممالمتحدة". فيينا في فيينا، قال المندوب الأميركي لدى وكالة الطاقة غريغ شولت:"لا شك في أن لبرنامج إيران النووي بعداً عسكرياً"، مشيراً الى ان أولي هينونين نائب مدير الوكالة أبلغه ذلك وموضحاً ان الايرانيين"يصنعون مكونات سلاح نووي ويصممون أنظمة صواريخ تطاول في مداها الغلاف الجوي للأرض". وافادت مصادر ديبلوماسية في مقر الوكالة الدولية في العاصمة النمسوية ان قرار الاحالة يخلو من اي اشارة الى اجراءات عقابية، وذلك بطلب من الجانب الروسي، لكن القرار يطالب المدير العام للوكالة محمد البرادعي ب"رفع تقرير الى مجلس الامن"في شأن ما على طهران اتباعه لحل الازمة وايجاد ثقة بأن البرنامج النووي الايراني سلمي". وورد في قرار الاحالة ان"ايران رفضت الاجابة عن اسئلة تتعلق بتجارب على مواد متفجرة يمكن ان تستعمل للتسلح النووي". وفي وقت رأى المندوب الايراني لدى الوكالة علي أصغر سلطانية أن قرار الاحالة سيكون"خطأ تاريخياً"، اعتبر سكرتير مجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني الانذارات الموجهة الى بلاده"غير مجدية"، مهدداً بتعليق العمل الطوعي بالبروتوكول الذي يتيح التفتيش المفاجئ للمنشآت النووية، وباستئناف كل البرامج النووية المجمدة منذ سنوات، متعهداً في الوقت ذاته، ألا تخرج طهران عن اطار معاهدة حظر الانتشار النووي.