يعتبر المغنيزيوم واحداً من أهم المعادن في الجسم، فهو يساعد ويوجه الكثير من التفاعلات الكيماوية التي تجري هنا وهناك، والمتعلقة بشكل رئيسي بالبروتينات والسكريات والدهنيات، أي أنه يلعب دوراً محورياً في استقلاب جميع المواد الأساسية التي تمد الجسم بأسباب الحياة. كما يلعب دوراً استراتيجياً بالمشاركة مع معدن الكلس في الحفاظ على التوازن العصبي - العضلي، أي أنه يشكل حلقة أساسية لتأمين الاستقرار النفسي اذا صح التعبير. واينما اتجهنا في جسم الانسان نجد معدن المغنيزيوم، فكل خلية من خلاياه تحتوي عليه، ولكن أعلى نسبة له نجدها في العظام، كونها المقر الرسمي له، ومن بعدها تأتي الأماكن الأخرى الثانوية مثل الجهاز العصبي والعضلات والقلب والكبد والبانكرياس وكريات الدم الحمراء. ان نقص المغنيزيوم في الجسم يعرض صاحبه الى اضطرابات شتى، منها: - التشجنات العضلية في الأطراف. - النزق والقلق والعصبية. - الخدر والتنميل والرجفان في الأطراف. - الأرق واضطرابات في النوم. - آلام في الظهر. - الاحساس المستمر بالتعب لأقل جهد. - الشعور بخفقان القلب. - خلل في الجهاز المناعي. واذا كان نقص المغنيزيوم خطراً على الأصحاء، فإن خطره أشد وأدهى على المصابين بالداء السكري والأمراض القلبية الوعائية. فهبوط المغنيزيوم عند هؤلاء يفتح الباب على مصراعيه لنشوء خلل على مستوى العين وما يليه من اضطرابات بصرية. ان أهمية المغنيزيوم تكمن في تسهيل عمليات التقلص العضلي - العصبي، ومشاركته في ضمان حس عمل الجملة العصبية على أحسن ما يرام. كما له دور مهم في النمو العظمي، وثمة علماء يقولون ان للمغنيزيوم دوراً في تشكيل مضادات الأجسام المناعية التي تتربص بأي عدوان ميكروبي يحاول النيل من الجسم. وبعض الدراسات أشارت الى أهمية المغنيزيوم في تعزيز القدرات التنفسية عند المصابين بمرض الربو، وفي الحد من الآثار التحسسية لبعض الأمراض المزعجة كالرشح مثلاً. لقد أفادت بعض الأبحاث السريرية بأن انسان اليوم أكثر عرضة لنقص المغنيزيوم من انسان الأمس، وهذا يعود أولاً الى ارتكابه عادات سيئة توقعه في مطب نقص المغنيزيوم. فأكثرية الناس اليوم يبتعدون عن أكل المواد المغذية الغنية به خصوصاً الخبز الكامل والبقوليات التي تعد من أهم مصادر معدن المغنزيوم. ان الحاجة اليومية للإنسان من المغنيزيوم تتراوح بين 350 و 450 ملغ، وقد أفادت بعض التحريات الميدانية ان 75 في المئة من الجنس الخشن لا يحصلون على كفايتهم من المعدن المذكور في مقابل 70 في المئة عند الجنس اللطيف، والسبب في هذا كله يرجع الى طبيعة الغذاء المتناول الذي لا يسمح بسد حاجات الانسان من المغنيزيوم. أما عن الأغذية الأهم والأكثر غنى بمعدن المغنيزيوم فهي: بودرة الكاكاو، جوز البرازيل، السمسم، القهوة، ملح الطعام، الخميرة، طحين فول الصويا، اللوز، القمح الناتش، رقائق الحبوب الكاملة، أصداف البحر والمحار، البقوليات. بقي أن نذكر بعض النقاط المهمة عن معدن المغنيزيوم، هي: ان تناول بعض الأدوية لفترة طويلة يمكن أن تسبب ضياعاً للمغنيزيوم في البول، مثل مدرات البول وبعض المضادات الحيوية والأدوية الكابحة للمناعة. * ان بعض الأمراض المعوية مثل داء كرون، يمكنها ان تحد من امتصاص المغنيزيوم من الأمعاء. * المشروبات الكحولية والمكملات ومانعات الحمل الفموية وبعض أدوية السرطان يمكنها أيضاً أن تعرقل من امتصاص المغنيزيوم.