قال وزير المال اللبناني جهاد أزعور ان الاجتماعات التي عقدها الجانب اللبناني مع مجلس إدارة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي نهاية الأسبوع الماضي في نيويورك والاجتماع الذي عقد على هامش هذه الاجتماعات للدول الأعضاء في"مجموعة العمل"من أجل المؤتمر الاقتصادي الداعم للبنانبيروت -1 انتهت الى تأييد كامل لبرنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي وضعته الحكومة اللبنانية. وقال أزعور الذي حضر هذه الاجتماعات مع وزير الاقتصاد سامي حداد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى"الحياة"، ان الدول المعنية في مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي، وفي مجموعة العمل من اجل لبنان أكدت للوفد اللبناني انه بمجرد إقرار الحكومة لبرنامج الإصلاحات فإن الدعوة الى عقد مؤتمر بيروت تصبح مسألة اجرائية. وأوضح أزعور ان وزير المال السعودي ومدير الخزينة الفرنسية ومساعد وزير الخزانة الأميركي للشؤون الدولية وعدداً آخر من المسؤولين المهمين في الدول الأعضاء في مجموعة العمل لدعم لبنان أكدوا دعمهم لبرنامج الإصلاحات ووجهوا اسئلة محددة الى الجانب اللبناني حول الإصلاحات للاستفسار عن مدى القدرة على تطبيقها، وكانت الاجتماعات جدية وإيجابية، والأرجح ان يعقد اجتماع جديد لمجموعة العمل أواخر الشهر المقبل على هامش اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ لمتابعة البحث، خصوصاً ان ممثلي الدول الصناعية الثماني سيشاركون في المنتدى. وأوضح أزعور ان مستوى الدعم الذي تلقاه لبنان لبرنامجه"بات يتطلب تسريعاً منا نحن كلبنانيين في الاتفاق على الإصلاحات المطلوبة". وأشار الى ان التطور المهم الذي حصل خلال الأشهر الماضية ولمسناه في واشنطن سواء خلال لقاء وفد الصندوق مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، أو خلال اللقاءات التي عقدناها، كان كالآتي: 1- تأييد الصندوق الكامل لبرنامج الحكومة إذ أشار تقريره السنوي الذي سيناقشه مجلس ادارته في 3 ايار مايو المقبل الى ان"تقارباً كبيراً حصل بين سياسات الحكومة اللبنانية ورؤية الصندوق للإصلاح". وهي المرة الأولى التي يعتبر الصندوق برنامج الحكومة صحيحاً بعدما كان يكتفي في السابق بالقول:"ان هذه شروطنا لندعمكم"... 2- عاد مسؤولو الصندوق عن موقفهم مما كان مادة خلافية بينهم وبين لبنان حين كانوا يصرون على تحرير سعر صرف الليرة، وكان لبنان يعتمد سياسة دعم استقرار الليرة. وبات الصندوق يميل الى تأييد سياستنا. 3- بات صندوق النقد متحمساً للمشاركة في العملية الإصلاحية اللبنانية ودعمها. وأكد استعداده لذلك هذه المرة بعدما كان يتحفظ عن ان يكون طرفاً فيها كما حصل في باريس -2 وشدد أزعور على ان الاجتماعات مع مسؤولي البنك الدولي الذي يدعم لبنان اساساً في إصلاحاته شملت اضافة الى التحضيرات لمؤتمر بيروت -1 مناقشة إنشاء صندوق خاص لمساعدة لبنان على تنفيذ الإصلاحات، يشرف عليه البنك مع الدول الممولة له وتخصيص أمواله لتعزيز ما يسميه البنك"شبكة الأمان الاجتماعية"المواكبة للإصلاحات مواجهة الآثار الاجتماعية السلبية لبعض الإصلاحات على الطبقات الفقيرة. وقال أزعور ان من المرجح ان يكون جزء من تمويل هذا الصندوق اذا تقرر انشاؤه من هبات الدول المانحة. وذكر ان بعثة من الصندوق ستزور بيروت في النصف الثاني من الشهر المقبل لبحث هذه المسألة من جهة ولمواكبة التطورات المنتظرة في إقرار برنامج الإصلاحات، ولاستكشاف سبل المساعدة العملية من البنك الدولي على إصلاح قطاع الكهرباء والضمان الاجتماعي اللذين تعطيهما الحكومة أولوية الآن. ورداً على سؤال لپ"الحياة"قال أزعور ان الاهتمام السياسي بلبنان من جانب الدول الفاعلة في مجموعة البنك الدولي ومجموعة العمل من اجل لبنان تجلى في استفسارات من بعضها عن التوقعات في شأن مصير جلسة الحوار اللبناني المقبلة بعد غد الجمعة. وذكرت مصادر الوفد اللبناني الذي غادر واشنطن اول من امس ان اللقاءات التي عقدها الرئيس السنيورة في العاصمة الأميركية سببت دفعاً جديداً لجهود دعم لبنان اقتصادياً وسياسياً. وكان السنيورة قال في دردشة مع عدد من الصحافيين والزوار اللبنانيين قبل مغادرته نيويورك ليل السبت الماضي:"انني لا أدعي انني حصلت على جواب نعم في كل ما قلته، لكنني حصلت بالتأكيد من الرئيس جورج بوش ومساعديه على استماع قوي وآذان صاغية". وقال السنيورة رداً على سؤال:"فوجئوا انني قلت كلاماً صريحاً وصادقاً... وتحدثت ايضاً عن دور سوري ايجابي تجاه لبنان في مرحلة وقف الحرب والمساعدة على تحرير الجنوب، ولا أعتقد ان أحداً أنصف"حزب الله"كما فعلت في واشنطن نفسها". وقال ان"بوش تعاطى معنا بصدق حين عرضنا له رأينا في اوضاع المنطقة وخصوصاً اهمية ايجاد حل للقضية الفلسطينية وأخذ يستفسر منا عن كيفية معالجة موقف بلاده في العالم العربي". وحين قيل له انه على رغم ايجابية بوش تجاه لبنان فإن التطورات في العراق والداخل الأميركي جعلته رئيساً ضعيفاً، فأجاب السنيورة:"لكنه رئيس باق نيفاً وسنتين فضلاً عن ان اميركا بلد تحكمه المؤسسات وهو ما زال يلعب دوراً رئيساً، اما بالنسبة الى قوته او ضعفه فلا احد يعرف كيف تتطور الأمور في اميركا، فنحن علينا ان نكسب دعم الإدارة الأميركية في كل الأحوال...".