استمرت أمس، حال السجال في الأوساط السياسية والروحية والنقابية في مؤتمر دعم لبنان الذي عقد في نيويورك وسياسة الحكومة والوضع الأمني الداخلي. وأكد وزير المال جهاد أزعور الموجود في واشنطن لحضور اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، أن"لا شروط سياسية وغير سياسية يمكن أن تملى على لبنان من أي جهة كانت". ولفت إلى أن ذلك"ينطبق أيضا على الدول المانحة التي لم تطلب أساسا أي شروط عندما قررت أن تجتمع في نيويورك في تظاهرة دعم للبنان ستتوج بعقد مؤتمر في بيروت في نهاية العام الجاري". وأوضح ان الدول الاجنبية والعربية التي شاركت في اجتماع نيويورك ابدت"اهتماماً متزايداً ببرنامج الحكومة الاصلاحي الذي تضمنه بيانها الوزاري، وأثنت على جهودها على صعيد الخطوات التي تتخذها في هذا المجال، خصوصاً ان الحكومة عرضت على هذه الدول برنامجاً واقعياً قابلاً للتنفيذ، وتنفيذه مناط باللبنانيين اولاً قبل طلب المساعدة الخارجية". ودعا أزعور الى"عدم اثارة الشكوك في الجهود التي تبذلها الحكومة في المحافل الدولية لمصلحة لبنان، خصوصاً ان المرحلة التي نمر فيها تحتاج الى تضافر جهود اللبنانيين". وأوضح انه لمس من خلال اللقاءات التي شارك فيها مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة"اهتماماً لافتاً بمساعدة لبنان". ولفت الى انه سمع كلاماً مفاده ان"على اللبنانيين ان يساعدوا انفسهم، وان المجتمع الدولي مستعد لتقديم العون كما فعل سابقاًً". واشار الى ان المجتمع الدولي"يتفهم واقع لبنان وظروفه، وانه لن يتعاطى معه الا على اساس هذا الواقع وهذه الظروف". وأكد الوزير جان اوغاسابيان أن"بعد مؤتمر نيويورك، ثمة من يسعى إلى تحويل الأنظار عن التحقيق الدولي ونتائجه، ويعمل على إحداث ثغرة سياسية جديدة عبر إظهار مناخات من الانقسام الداخلي حيال مسائل أساسية تتعلق بخيارات لبنان وعلاقاته الدولية"، رافضاً"لغة التشكيك بنيات السنيورة ولا أحد يمكنه المزايدة على وطنيته وعروبته". ودان المجلس التنفيذي للرابطة المارونية في بيان صادر عن اجتماعه،"عودة شعارات التطرف العلنية التحريضية، التي تندرج تماما في عداد عدة الشغل التي يتوسلها منفذو مخطط زرع الترويع والفتن"، مشيراً إلى أن"انتقاء المناطق المسيحية يؤكد غايات المخطط المتمثلة باستثارة مظاهر التباعد"، مؤكداً على أن"الرأي العام في المناطق المسيحية، هو لبناني وباق لبنانياً". وحذر من"خروج منظمات إلى العلن بعدما كانت محظورة، منبهاً من المخاطر الشديدة المتمثلة بما بدأ ينظم من لقاءات مفتعلة لبعض من مجموعات متعصبة متطرفة، تتحدث بخطاب يتعمد إثارة الفتنة". وأشاد البيان بالقضاء اللبناني والتوجهات الحكيمة التي تتعامل حكومة السنيوره على أساسها مع هذه الوقائع المؤذية". ورفض نائب الأمين العام ل"حزب الله"الشيخ نعيم قاسم"الإملاءات الأجنبية التي تحدد لنا مساراتنا الداخلية". وسأل:"لماذا هذا الاهتمام الكبير بلبنان في شكل يومي؟ فبوش يذكر لبنان كل يوم"، مشيراً إلى"أنهم يعلمون تماماً أن اللبنانيين لو استخدموا قوتهم ومصالحهم بمعزل عن تقديرات الأجانب، فإن لبنان سيتقدم خطوات كبيرة، لكنهم يريدون وضع اليد عليه لمنعه من تعطيل مشاريعهم التآمرية". وقال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أن الرئيس السنيورة"رجل مبارك وجيد، وعلينا ألا نحكم عليه قبل الاستماع إليه، وعلينا أن نحفظ هذا الرجل بكل ما يقوم به لمصلحة الوطن، فهو لم ولن يتخلى عن المقاومة، ولن يبيع"حزب الله"، ولن يتخلى عن حفنة تراب من مزارع شبعا"، موضحاً أن"السنيورة كالشهيد الرئيس رفيق الحريري يعمل لمصلحة لبنان، لا يعتدي على أحد". ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري ليكون"عراب الأزمة". وأوضح بيان صادر عن الحزب السوري القومي الاجتماعي بعد استقباله وفداً من"حزب الله"، أن"الموقف الأميركي خلال المؤتمر الاقتصادي يشكل دفتر شروط سياسياً من شأنه أن يحدث فتنة في لبنان"، مؤكداً أن"الدعم الاقتصادي بكل أشكاله إنما هو حق للبنان على المجتمع الدولي". ورفض الاتحاد العمالي العام سياسة الخصخصة وبيع ممتلكات الشعب بحجة الفساد بدلاً من"إصلاح تلك القطاعات". وأعلن"حزب الوطنيين الأحرار" رفضه"لغة التشكيك التي تعتمد كل مرة ترتسم في الأفق مبادرة لإنقاذ لبنان".