أكد وزير الاقتصاد اللبناني جهاد أزعور أن مؤتمر"باريس - 3"لمساعدة لبنان، سيُعقد في موعده في 24 و25 كانون الثاني يناير المقبل في باريس وأن التحضير لعقده يجرى طبيعياً على رغم الظروف السياسية الحالية في لبنان. وقال أزعور في لقاء مع عدد من الصحافيين في نهاية زيارته فرنسا حيث التقى وزير الخزانة جان فرانسوا كوبيه والمال تيري بروتون ومستشار الرئيس الفرنسي دومينيك بوشيه وشارك في مؤتمر حول اعادة إعمار لبنان، ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيوجه دعوات على أعلى المستويات الى الدول التي ستشارك. وأشار أزعور الى أن المشاركين سيكونون من الدول الصناعية ومن الخليج إضافة الى مصر ودول آسيوية، فضلاً عن المؤسسات المالية الدولية والعربية. وقال إن الإعداد للمؤتمر تقدم كثيراً سواء على صعيد البرنامج الاقتصادي أو البرامج المتوازية على غرار إصلاح الضمان الاجتماعي وتطوير ضمان الشيخوخة ووضع نظام حماية اجتماعية للشرائح الفقيرة وذات الاحتياجات الخاصة، إصلاح الكهرباء ومعالجة قضايا قطاعات المواصلات والصحة والتعليم والصناعة. وأضاف أزعور أن مواكبة البرنامج الإصلاحي ستكون من جانب هيئات كالبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، مشيراً الى أن البرنامج يستهدف خفض كلفة القطاع العام. وعن المساعدات بعد الحرب الأخيرة، نفى أزعور أي تقصير من الدولة،"والعمل بدأ فور انتهاء الحرب مع كل من السعودية والكويت وقطر من أجل الحصول على أموال للمساعدة". وكشف أن المسؤول عن الشرق الأوسط في صندوق النقد الدولي سيزور لبنان الأسبوع المقبل، وأن وفداً من البنك الدولي يزور حالياً لبنان الذي زاره أخيراً وفد من الاتحاد الأوروبي، مؤكداً ان خلال أسبوعين"ينبغي أن تكون كل التحضيرات التقنية جاهزة،"ويبقى إقرار برنامج الحكومة اللبنانية". وتابع:"بصراحة إذا لم يكن هناك اهتمام لبناني بالمؤتمر، فلن يكون هناك مؤتمر، فلا أحد يساعدك إذا لم تكن تريد المساعدة، وإذا لم يبادر لبنان الى تلقي المساعدات فعلينا أن نتحمل مسؤولية عدم وصولها". وكان أزعور قال ل"الحياة"ان المسؤولين الذين التقاهم كانوا"قلقين وحريصين على معرفة اتجاه التطورات السياسية"في لبنان. وأضاف انهم أظهروا حرصهم على الاستمرار في الإعداد لمؤتمر"باريس - 3"، مشيراً الى ان المسؤول عن تنظيم هذا المؤتمر بيار جويي غادر الى نيويورك، في إطار الاستعدادات للمؤتمر. ورأى أزعور ان الأزمة السياسية في لبنان ستجد حلاً، مؤكداً ان"الأزمة الحالية جدية، لكنها لا بد من أن تحل، إذ ان هناك حدوداً معينة من المكلف جداً للجميع تجاوزها". وأوضح ان"شريحة كبرى من الشعب اللبناني خصوصاً الشريحة المؤيدة للمعارضة ستتأثر اقتصادياً واجتماعياً من تجاوز هذه الحدود، كما ان إعادة الإعمار ستتأثر بدورها".