تصاعدت حدة المعارك في غرب السودان بين القوات الحكومية و"متمردي دارفور" خلال اليومين الماضيين ما اوقع اكثر من خمسين قتيلاً وأدى الى اصابة آخرين. وأعلن الجيش صد هجوم جديد على مدينة برام ووقوع خسائر كبيرة في صفوف القوة المهاجمة. وجاء ذلك عشية اعلان مسؤول تشادي رفيع المستوى ان الحكومة السودانية وقادة جماعتين تقاتلان في غرب السودان سيعقدون محادثات سلام في نجامينا ابتداء من بعد غد. نُقل عن احمد علام مي مستشار الرئيس التشادي ادريس ديبي قوله ان نجامينا ستستضيف ابتداء من الجمعة مفاوضات بين الحكومة السودانية و"حركة تحرير السودان" و"حركة العدالة والمساواة" اللتين تنشطان في دارفور. واوضحت وكالة "اسوشيتد برس" ان الرئيس التشادي وموفدين دوليين بينهم ممثلون للاتحاد الافريقي سيراقبون المفاوضات. ولم تصدر اعلانات في شأن هذه المفاوضات من الاطراف السودانية المعنية. إلى ذلك، قال وزير الشؤون الثقافية والمتحدث باسم حكومة ولاية جنوب دارفور جادين جودة دقاش ان الجيش صد هجوماً جديداً من متمردي دارفور مساء الاثنين على مدينة برام. واتهم المتمردين بقتل اربعة مواطنين هم مساعد ناظر قبيلة الهبانية عمر علي الغالي وشقيقه رئيس الدائرة القضائية الغالي علي الغالي ومبارك حامد حسن وحامد محمد مختار. وأكد في حديث الى "الحياة" ان المتمردين اطلقوا نزلاء سجن المدينة واستولوا على ثلاث سيارات حكومية وكانوا هاجموا برام الاسبوع الماضي واستهدفوا مؤسسات ومرافق حكومية. وأكد الامين العام ل"حركة تحرير السودان" مني ادكو مناوي استيلاء قواته على منطقة برام في جنوب دارفور اثر معارك عنيفة جرت مساء الاثنين. وقال مناوي ان قواته "صدت هجوماً حكومياً وطاردنا القوات حتى مدينة نيالا" واشار الى قتل اكثر من 110 جنود حكوميين و14 جندياً من المتمردين خلال المعارك. ودارت معارك حتى مساء امس في شرق جبال مرة بين المتمردين والقوات الحكومية. ونفى ان تكون حركته خطفت مهندسين صينيين يعملان في حفر آبار المياه في 13 آذار مارس الجاري. واتهمت قبيلة الزيادية التي ينتمي اليها حاكم ولاية جنوب دارفور الفريق آدم حامد موسى متمردي دارفور امس بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 19 شخصاً واصابة 4 آخرين في منطقة مليط قرب الحدود الليبية وهددت بالانتقام لهم. الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية امس ان منسق الاممالمتحدة للشؤون الانسانية المقيم في السودان موكيش كابيلا تراجع عن تصريحات سابقة وصف فيها الاوضاع في دارفور بأنها "اكبر كارثة انسانية في العالم" وشبهها بالمجازر التي وقعت في رواندا العام 1994، ما دفع الخرطوم الى الاحتجاج الى الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان واعتبرته شخصاً غير مرغوب فيه.