جددت اسرائيل أمس تهديداتها بتحديد مستقبل الضفة الغربية من جانب واحد، في وقت تواصلت الخلافات على الصلاحيات بين مؤسستي الرئاسة والحكومة الفلسطينيتين، وآخرها اصدار الرئيس محمود عباس مرسوماً ألغى بموجبه قرارات اتخذها وزير الداخلية سعيد صيام بتشكيل جهاز امني جديد وترقية قائد"لجان المقاومة الشعبية"الى مراقب عام للوزارة. وحذر عباس في مستهل جولة اسلامية واوروبية يعمل خلالها على حشد الدعم المالي للسلطة، من كارثة في الاراضي الفلسطينية بسبب قطع المساعدات الدولية، مجدداً اقتراح ايصال هذه المساعدات عن طريق مكتبه. راجع ص5 و6 وفيما أكد الرئيس الفلسطيني انه لم يتلق رداً على اقتراحه للخروج من المأزق المالي، اعلنت فرنسا انها رفضت منح تأشيرة دخول لوزير التخطيط في حكومة"حماس"سمير ابو عيشة للمشاركة في منتدى دولي في باريس التزاماً بالموقف الاوروبي القاضي بتعليق الاتصالات السياسية مع حكومة"حماس"، مشيرة الى وجود مشاركة قوية من السلطات الفرنسية في المؤتمر. ومن المنتظر ان تكون مسألة تقديم مساعدات مالية الى الشعب الفلسطيني في صلب اجتماع الدول المانحة في لندن الخميس، وايضاً في اجتماع اللجنة الرباعية في نيويورك في التاسع من الشهر المقبل. وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني، دعا مرسوم رئاسي ورسالة بعث بها عباس الى رئيس الحكومة اسماعيل هنية الى"العمل على الغاء قرار وزير الداخلية باستحداث قوة امنية تنفيذية خاصة لان القرار يخالف القانون والمادة التي تمنع استحداث أي جهاز امني من دون مرسوم رئاسي"، كما دعا الى"الغاء التعيينات وترقيات الضباط التي قررها وزير الداخلية لأنها صلاحيات الرئيس بعد التنسيق مع لجنة ضباط خاصة"، في اشارة الى تعيين رئيس"لجان المقاومة الشعبية"جمال ابو سمهدانة مراقباً عاماً لوزارة الداخلية. وتثير الخلافات بين الرئاسة والحكومة قلق الفلسطينيين تحسباً لتفسخ السلطة وانهيارها وحدوث نوع من"الحرب الاهلية"، ويرى مراقبون انه في حال فشل"حماس"في فك الحصار المالي الدولي وانهيارها، فان اعمال عنف ستقع بين عناصرها وبعض مراكز القوى في"فتح"، ويدللون على ذلك في التعميم الذي وزعته"كتائب القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"، على اعضائها وتدعوهم فيه الى"تغيير خريطة الاعداء"، في ما فُسر على انه توجه لدى"حماس"لمواجهة رموز في السلطة وبعض قيادات"فتح"تتهمهم بالتآمر على حكمها. من جانبها، توعدت اسرائيل باغتيال ابو سمهدانة، مشيرة الى انه"احد اكبر المطلوبين"لديها وحملته مسؤولية مقتل عائلة من المستوطنين وثلاثة ديبلوماسيين اميركيين في قطاع غزة قبل اكثر من عامين. وقالت ان تعيينه في أي منصب"لا يمنحه اي حصانة". الا ان ابو سمهدانة قلل من شأن التهديدات، معتبرا انها لا تخيفه، وانه سيشدد من اجراءات أمنه الشخصي. سياسياً، جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت عزمه على تنفيذ"خطة الانطواء"للانسحاب من الضفة الغربية وترسيم الحدود بشكل احادي الجانب، مشيرا امام اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي في مكتبه امس ان اسرائيل"لن تنتظر الفلسطينيين كثيرا لاستئناف العملية السياسية، واذا اتضح لها ان الوضع في الاراضي الفلسطينية لن يتغير وانه لا شريك لديها، فسترسم حدودها الدائمة بنفسها لضمان الأمن للاسرائيليين". وحمل سورية مسؤولية هجوم تل ابيب، مشيرا الى ان الاوامر صدرت من دمشق التي تلقت تقريرا عن العملية بعد وقوعها. تزامن ذلك مع تهديد قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في اسرائيل الجنرال يواف غالانت امس باعادة احتلال قطاع غزة ما لم يتوقف الفلسطينيون عن اطلاق صواريخ منه، في وقت اعلن الجيش الاسرائيلي انشاء لواء جديد من مشاة النخبة سيكلف عمليات دائمة في الضفة من قبيل التوغل وملاحقة"المطلوبين".