أعلنت مصر ان الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ستعقد في شرم الشيخ في 14 الشهر الجاري بحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. في هذه الاثناء، دعا نتانياهو الى التفكير في «صيغ خلاقة» للتسوية، مؤكدا «رغبة اسرائيل في السلام». على خط مواز، اعرب رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض عن تشاؤمه ازاء المفاوضات، مؤكدا ان عناصر الفشل أكبر بكثير من فرص النجاح، في وقت حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من مخاطر انهيار السلطة الفلسطينية في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام. وكانت الحكومة الاسرائيلية أقرت في اجتماعها الاسبوعي أمس تعيين الجنرال يوآف غالانت (51 عاما) رئيساً جديداً لاركان الجيش الاسرائيلي خلفاً للجنرال غابي اشكينازي الذي يغادر منصبه في شباط (فبراير) المقبل، علماً ان غالانت قاد الهجوم الدامي والمدمر ضد قطاع غزة اواخر العام 2008، وهو الهجوم الذي اطلق عليه اسم عملية «الرصاص المصبوب». ويأتي التعيين غداة قصف اسرائيلي استهدف منطقة الانفاق الحدودية بين قطاع غزة ومصر، ما ادى الى سقوط شهيدين وجرح 7 فلسطينيين، كما اقض مضاجع «الغزيين» الذين باتوا يعيشون على وقع التهديدات الاسرائيلية بالانتقام لمقتل 4 مستوطنين في الخليل في الضفة الغربية. وعلى مسار التسوية، كشفت صحيفة «اسرائيل اليوم» القريبة من نتانياهو ان الاخير اكد في محادثات مغلقة في واشنطن انه في اي تسوية دائمة للصراع، يجب ان يكون المواطنون العرب في اسرائيل «جزءاً من التسوية»، بمعنى ان ينهي اي اتفاق سلام مطالبهم القومية. واضافت ان نتانياهو اكد انه يعتبر ذلك مطلباً اساسياً للتوصل الى اتفاق دائم. وكان نتانياهو صرح قبل بدء اجتماع الحكومة بأن اسرائيل راغبة في السلام، من دون ان يتطرق الى ما يمكن ان تقدمه هذه الحكومة من اجل بلوغ السلام. ورأى ان «تحقيق النجاح في هذه المسيرة يتطلب استخلاص العبر من المفاوضات التي جرت على مدى الاعوام ال 17 الماضية»، داعيا الى «التفكير بشكل خلاّق ومتحرر من اجل التوصل الى حلول عملية». كما قال نتانياهو في اجتماع لوزراء حزبه «ليكود» سبق اجتماع الحكومة، ان قرار الحكومة تعليق فترة البناء في مستوطنات الضفة الغربية حتى 26 الشهر الجاري «ما زال قائما». ورفض مطالب وزراء بإجراء بحث مستفيض في هذا الموضوع داخل الحكومة، مشيرا الى ان بحثاً كهذا سيتم في حال دعت الضرورة الى اتخاذ قرارات. من جانبه، توقع عريقات ان تنهار السلطة في حال فشل التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل، وقال للاذاعة الاسرائيلية امس: «اذا فشلنا ولم نتوصل في نهاية المطاف الى اتفاق (سلام)، لن يعود لنا وجود كسلطة». اما رئيس الحكومة الفلسطينية، فأكد في لقاء مع عدد من الكتاب والصحافيين، بينهم مراسل «الحياة»، ليل السبت - الاحد في مكتبه في رام الله، ان «عناصر فشل هذه المفاوضات اكبر بكثير من فرص نجاحها»، مشيرا الى ان الرهان الفلسطيني في الذهاب الى تلك المفاوضات بني على اساس العامل الدولي وليس الاسرائيلي.