ان سلطة تنغمس بالفساد والمحسوبية بينما شعبها يعاني ويلات الاحتلال والفاقة، لا اعتقد بأنها تؤمن بالديموقراطية كممارسة، لكن هذا ما حصل بالفعل، فقد ظهرت السلطة الفلسطينية للعالم بصورة حضارية راقية. اعلان فوز"حماس"المنافس اللدود للسلطة والعدو اللدود لإسرائيل هل كان مفاجأة ام امراً اريد له ان يحدث؟پ ان ما حدث يثير تساؤلات تحتاج الى إجابة او ربما الايام والاشهر المقبلة ستجلي لنا بوضوح حقائق قد تدهشنا كما أدهشتنا نتائج الانتخابات الانقلابية، فهل هناك ما تراهن عليه السلطة بابتعادها عن الحكم؟هل ترى وصول"حماس"الى السلطة يعني بداية النهاية للحركة التي تقف حائلاً دون تقدم عملية المفاوضات المزعومة؟ فاسرائيل تشترط ايقاف المقاومة وتجريدها من سلاحها، فهل تقوم اسرائيل بما عجزت عنه السلطة؟ والسؤال المقلق والمهم هو هل وقعت"حماس"في قفص الانتخابات؟ لا أدري ما الذي تستطيع"حماس"المغضوب عليها ان تقدمه للشعب الفلسطيني المغلوب على امره؟ هل لدى"حماس"رؤية ما او استراتيجية ما تستطيع من خلالها مقاومة الضغوط المحتملة؟ ألمپ تضع"حماس"في حسبانها انها قد تصبح هدفاً سائغاً لإسرائيل بعدما كانت هدفاً عصياً عليها؟ لا شك ان بيد"حماس"اوراقاً كثيره تستطيع ان تلعبها فبإمكانها مثلاً عرض خطة سلام تحتوي على الافراج عن المعتقلين والانسحاب حتى حدود 1967 وإعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدس في مقابل وقف المقاومة واعتراف تكتيكي مشروط بإسرائيل شعاره دولة في مقابل دولة، وفق قرارات مجلس الامن والامم المتحدة، على ان يتم سحب الاعتراف بإسرائيل في حال عدم تنفيذها الشروط. إن مبادرة كهذه قد تجد دعماً عربياً ودولياً وتضع الكرة في الملعب الاسرائيلي وتجنب"حماس"الضغوط الدولية لكنها قد لا تصل الى السلام المنشود لأن الصهاينة يريدون الاحتفاظ بالأرض ولا يعرفون إلا منطق القوة مما يجعل الامور تتعقد باستمرار، بدليل السنوات العشر العجاف من المفاوضات مع السلطة الفلسطينية السابقة، فحينما تواصل اسرائيل سياسة البطش والقتل ومصادرة الأرض عندها لن يلوم احد"حماس"على مواصلة مسيرة الكفاح المشروعپ بل سيلوم الصهاينة انفسهم حينما تدور عليهم الدوائروتكثر خسائرهم لينسحبوا مدحورين كعادتهم ويكون مستقبل اسرائيل في مهب الريح. عبدالله منصور العبيدي الدمام - السعودية - بريد إلكتروني