أكد الدكتور عطا الله أبو السبح وزير شؤون الأسرى في الحكومة المقالة في غزة أن الوصول إلى حل قضية الأسرى لا يتم إلا عبر مقاومة المحتل وأسر المزيد من جنود الاحتلال الإسرائيلي. وقال الوزير أبو السبح في حوار أجرته «عكاظ» إن التجارب تعلمنا أنه لم يكن هناك حل للأسرى إلا عبر هذا الإجراء خاصة أسر أولئك الجنود الذين «أيديهم ملطخة بدماء الفلسطينيين». وزاد «لقد أثبتت المقاومة قوتها مع صفقة (وفاء الأحرار) مع حركة حماس حينما تم مبادلة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط بأكثر من ألف أسير فلسطيني. وأكد أن صمود الأسرى في سجون الاحتلال أدى إلى كسر شوكة العدو مثلما حدث مع الأسير المقدسي سامر العيساوي الذي استطاع بصموده وإضرابه عن الطعام لمدة 270 يوما أن ينتصر على السجان، مشيرا إلى ما يلاقيه الأسرى من صنوف القهر والتعذيب والمرض في سجون الاحتلال. ودعا السلطة الفلسطينية إلى رفع قضية الأسرى أمام محكمة الجنايات الدولية للاعتراف بحقوفهم كأسرى حرب ومعاقبة إسرائيل على جرائمها بحقهم. وحول إمكانية عودة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، قال أبو السبح إن السلطة تخضع للضغوط الأمريكية فيما يسمى بمفاوضات السلام، وقد جربت القيادة الفلسطينية المفاوضات لعشرين عاما دون الحصول على أي شيء، سوى المزيد من التطرف والتعنت الصهيوني، والمزيد من الاستيطان والعدوان الإسرائيلي، سواء في الضفة الغربية أو في غزة. وأضاف أن المستوطنين لم يتوقفوا يوما عن الاعتداءات على المقدسات الإسلامية منذ إحراق المسجد الأقصى عام 1969، واعتدائهم على الحرم الإبراهيمي في الخليل وتقسيمه وجعلوا جزءا من هذا الحرم كنيسا يهوديا يحرم على المسلمين دخوله. كما نذكر قصف الطائرات للمساجد خلال الحروب التي شنتها على غزة، مستذكرا الانتفاضة الثانية التي اندلعت بسبب زيارة شارون للمسجد الأقصى عام 2000، واليوم يحاول المتطرفون اليهود بحماية الجيش والشرطة تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، ويحلمون ببناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، وهنا لا بد للعالم الإسلامي أن يتوحد لحماية المقدسات الإسلامية وحماية القدس أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين. وحول الأوضاع الفلسطينية الداخلية وتعثر المصالحة الوطنية، أكد أن المصالحة يجب أن تتم على أرضية المقاومة ضد العدو الصهيوني. وزاد «هذه مسألة مهمة لا بد أن نتوقف عندها طويلا، نحن اتفقنا مع حركة فتح على بنود المصالحة من أجل إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام». وأضاف هناك خمسة ملفات لا بد للسلطة أن تنضجها مع حركة حماس ومع كل الفصائل الفلسطينية رزمة واحدة دون انتقاء، فلا يمكن التمسك فقط بإجراء الانتخابات، بل هناك متطلبات سابقة، من بينها إعادة بناء منظمة التحرير، والمصالحة الاجتماعية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإنهاء كافة ملفات الخلافات الداخلية، كل هذه النقاط يجب أن تنفذ في آن واحد كما اتفق عليه في القاهرة والدوحة. وأشار أنه للأسف الشديد أن الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية تضع الفيتو على هذه المصالحة وليس أدل على ذلك أكثر من طلب وزير الخارجية جون كيري خلال زيارته للمنطقة مؤخرا من السلطة أن ترجئ المصالحة لمدة ثلاثة أشهر كي يتم إقناع نتنياهو أن يجلس على مائدة المفاوضات مقابل تجميد مؤقت للاستيطان وأضاف أنه لا بد من التخلص من عبء هذه المفاوضات العبثية التي تعتبر مضيعة للوقت، وأن يتفق الفلسطينيون على برنامج سياسي موحد أساسه المقاومة بجميع أشكالها؛ لأن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة المقاومة بعد العديد من التجارب معه في هذا الشأن.