أعلنت إيران نجاحها في تخصيب اليورانيوم، وأقلق نجاحها هذا القوى الغربية. فالولاياتالمتحدة، وهي صاحبة الاتهامات ضد إيران ومشروعها النووي، دعت إلى ضمان صدقية المجتمع الدولي. ولكن الولاياتالمتحدة سبقت الى تكذيب الصدقية في صفقتها النووية مع الهند. فهذه الصفقة صفعة في وجه الجهود الدولية للحد من انتشار السلاح النووي. والحق أن سجل الأميركيين وفرنسا وبريطانيا، أصحاب الحملة على المشروع النووي الإيراني، في المسألة النووية يفضح تصرفاتهم ومبادئهم المزعومة. فهذه الدول تخالف معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. فهي حدثت ترسانتها النووية، وطورتها. وعليه، فهذه الدول هي آخر من يحق له مطالبة الآخرين بالتزام حظر انتشار السلاح النووي. ولولا ظلم هذا العالم وسياساته، لوجد هذا الثلاثي نفسه في ورطة جراء خرقه حظر الانتشار النووي. وعلى أصحاب الحملة الغربيين تغيير نهجهم بعدما خصبت طهران اليورانيوم، واستحداث مبادئ جديدة ونصوص ثابتة لمنع انتشار السلاح النووي. وفي هذه المنطقة، يعتبر امتلاك إسرائيل السلاح النووي واحتلالها أراضي عربية، ناقوس الخطر. فهي انتهكت مبدأ حظر انتشار السلاح النووي. وبالأمس، استهدف العراق. واليوم، تشن حملة على إيران. وغداً، تلاحق أي دولة في المنطقة تفكر في السلاح النووي. وهذا الانحياز الغربي لا يُدحض إلا إذا نزع السلاح النووي الإسرائيلي، وانسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة. وهذا الطلب مستحيل استحالة المطالبة بالحصول على القمر. فتلبية مثل هذه المطالب ليست من شيم الأميركيين والأوروبيين. وعليه، لا يعول على إخلاص الغرب في مسألة نزع السلاح النووي في المنطقة. فهم ليسوا موضع ثقة. ولعل الهجوم الديبلوماسي هو أفضل حل للأزمة الإيرانية. فالحوار المتحضر افضل من القذائف. وطالما يرى الأميركيون أن من شأن الإيرانيين تخفيف مآسيهم ومعاناتهم بالعراق، على واشنطن عدم الخجل من محادثة طهران في شأن برنامجها النووي. وشرط الحوار المتحضر توقف الأميركيين والأوروبيين عن النظر الى الإيرانيين على أنهم أشياء يسعهم التصرف بها، عوض النظر إليهم على أنهم بشر يعيشون على هذا الكوكب. عن افتتاحية "فرونتير بوست" الباكستانية، 14/4/2006