استبعد مسؤولون وخبراء في شؤون الاستخبارات تراجع الادارة الاميركية عن شن هجمات باستخدام طائرات"بريديتور"من دون طيار تستهدف زعماء تنظيم"القاعدة"في باكستان، على رغم اثارتها ردود فعل سياسية سلبية ضد الرئيس الباكستاني برويز مشرف، الحليف الرئيسي لواشنطن في الحرب على الارهاب. واستخدمت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي طائرات"بريديتور"في مهاجمة ثلاثة اهداف ل"القاعدة"على الاقل في باكستان في الاشهر الثمانية الاخيرة، بينها غارة جوية نفذت ضد الرجل الثاني في التنظيم ايمن الظواهري في قرية دامادولا القبلية في 13 كانون الثاني يناير الجاري، لم تسفر عن قتله في مقابل مصرع 18 مدنياً بينهم نساء واطفال. واعلن الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود ان"مشرف مقتنع بأهمية مساندة الولاياتالمتحدة لبلاده وله. لكنه لا يستطيع ان يسمح بتكوين انطباع عام في شأن قدرة الاميركيين على تنفيذ عمليات عسكرية داخلية من دون تشاور". لكن رويل مارك جيريتشت، الخبير السابق في شؤون الشرق الاوسط لدى ال"سي آي أي"، اكد ان الوكالة تتمسك باستراتيجية مهاجمة أي هدف بارز مشتبه به من"القاعدة"، بغض النظر عن احتمال سقوط قتلى مدنيين ومواجهتها على غرار حلفائها ردود فعل سياسية سلبية. ووصف الفريق اسد دوراني الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية في باكستان آلية القضاء على التهديدات المحتملة بلا تردد بأنه"جزء من الثقافة العسكرية الاميركية". واحتجت إسلام آباد رسمياً على الغارة الجوية وقالت انها لن تسمح بتكرارها في المستقبل، فيما سارت تظاهرات احتجاج في انحاء باكستان. لكن محللين يعتقدون بأن القيادة الباكستانية علمت بالهجوم قبل وقوعه، وبأن الاستخبارات الباكستانية ساهمت في توفير معلومات قادت الى تنفيذ الغارة نفسها، وذلك استناداً الى تحقيقات اجرتها مع"ابو فرج الليبي"الرئيس المزعوم لعمليات"القاعدة"الذي اعتقل في باكستان في ايار مايو الماضي. ويرى خبراء اميركيون ان الهجمات باستخدام طائرات"بريديتور"تشكل عنصر ضغط اميركي على باكستان كي تشدد سيطرتها الامنية على مناطق القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان، وتوسع انتشارها فيها.