خيّم الغموض لساعات على مصير الدكتور أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"، بعدما أشارت تقارير صحافية واستخباراتية أميركية إلى مقتله في غارة شنّها الطيران الاميركي على بلدة في باكستان تردد انه موجود فيها، لكن الغارة أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين. وأعلن مسؤولون باكستانيون ان"لا أجانب في البلدة"، ونددت إسلام آباد بالقصف واستدعت السفير الأميركي وأبلغته احتجاجاً شديد اللهجة، فيما أضرب مئات من المعارضين ورجال القبائل ورجال الدين ونظموا تظاهرات احتجاجاً على الغارة و"انتهاك السيادة"الباكستانية. وبدا أن الظواهري نجا من القصف الأميركي الذي استهدف بلدة دامادولا في منطقة بادوار الباكستانية المحاذية لولاية كونار الأفغانية، وشنته طائرة من دون طيار من نوع"بريديتر". راجع ص 8 وأعلن مسؤول في الجيش الباكستاني ان الظواهري لم يكن بين القتلى ال 18 الذين سقطوا بالقصف، على عكس التقارير الأولية التي وردت في هذا الشأن. وكانت وسائل اعلام أميركية أشارت في تقاريرها في وقت متقدم ليل الجمعة ? السبت، عقب الغارة على ثلاثة مبانٍ سكنية في دامادولا الى أن الظواهري، المصري الأصل، كان هدف الغارة وأنه ربما قتل فيها. غير أن مسؤولاً عسكرياً باكستانياً طلب عدم كشف اسمه، قال ان الغارة استندت الى معلومات غير دقيقة"ولا أجانب بين الضحايا". وأعرب وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد أحمد أمس عن أسفه ازاء سقوط ضحايا أبرياء، لكنه دافع عن مبدأ مكافحة وجود مقاتلين أجانب في المناطق القبلية، وقال:"نؤكد للمواطنين أننا لن نسمح لمثل هذا الحادث بأن يتكرر". وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في اسلام آباد:"في الوقت الذي ندين بشدة هذا العمل الغارة نشير الى أننا نكافح منذ أمد طويل لتطهير مناطقنا القبلية من المتطفلين الأجانب المسؤولين عن البؤس الذي تعانيه وأعمال العنف التي تشهدها". واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفير الأميركي في اسلام آباد، وأبلغته"الاحتجاج الشديد على انتهاك"المجال الجوي لباكستان وأراضيها والذي"أدى الى سقوط ضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ". وأعلن شيوخ قبائل ورجال دين ومئات من السكان في منطقة باجوار، إضراباً عن العمل وتظاهروا احتجاجاً على القصف وانتهاك السيادة الباكستانية. الى ذلك د ب أ، أفادت تقارير بأن المجمّع السكني الذي يقع قرب الحدود الباكستانية - الأفغانية، يشهد زيارات متكررة من كبار أعضاء"القاعدة"بينهم الظواهري 55سنة. وأشارت صحيفة"واشنطن بوست"إلى أن باكستان"ضالعة بشدة في الهجوم". وكانت الادارة الأميركية رصدت 25 مليون دولار مكافأة لمن يساعد في اعتقال الظواهري.