أفاد مسؤول باكستاني بارز امس السبت ان وزارة الخارجية الباكستانية ستستدعي السفير الاميركي في باكستان للاحتجاج على مقتل 18 شخصا في غارة جوية استهدفت على ما يبدو الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري. وصرح المسؤول في الحكومة الباكستانية طالبا عدم الكشف عن هويته «يتم استدعاء السفير الاميركي الى وزارة الخارجية لتقديم احتجاج حول حادثة باجور». من جهة اخرى توافقت اعتقادات وسائل الاعلام الأميركية بأن الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري قد لقي حتفه بعد ضربة جوية أميركية لقرية باكستانية، أمس مع تأكيد اطلقه كاتب أميركي كبير من اليمين المتطرف يدعى مايكل ليدين يقول فيه إن الرجل الاول في «القاعدة» أسامة بن لادن قد لقي هو الآخر حتفه في ايران في منتصف شهر ديسمبر الماضي. الكاتب الأميركي مايكل ليدين، اورد مقولته برحيل أسامة بن لادن في مقال نشرته مجلة (National Review) على موقعها في الإنترنت ونسب خبر وفاة ابن لادن إلى ايرانيين يقول انه يثق في مصداقيتهم. وتعد مجلة (National Review) صوت اليمين الأميركي وما يسمى ب «المحافظين الجدد» في الولاياتالمتحدة الداعمين لسياسات الرئيس جورج دبليو بوش، ومايكل ليدين هو أحد كبار الكتاب في المجلة، كما انه أحد اعضاء معهد (American Entovpvise Institute) في واشنطن الذي يسهم في اعداد السياسة الخارجية الأميركية. مايكل ليدين قال الآتي عن رحيل ابن لادن في مقاله بمجلة (National Review): «وفقاً لايرانيين أثق فيهم فإن أسامة بن لادن قد غادر اخيراً هذا العالم في منتصف ديسمبر. قائد القاعدة توفي نتيجة فشل كلوي وتم دفنه في ايران التي امضى فيها أكثر وقته منذ تدمير القاعدة في افغانستان. والايرانيون الذين بلغوا بذلك مع تصادف مناسبة الحج قالوا إن الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري هو الذي تحدث في هذه المناسبة بدلا من ابن لادن وهو الأمر الذي يحدث للمرة الاولى. إلى ذلك قال مسؤول باكستاني رفيع أمس (السبت) أن أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة لم يكن موجوداً في قرية بالقرب من الحدود الافغانية ضربت في هجوم أميركي وقع في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. وقال مسؤول باكستاني ل «رويترز» الظواهري لم يكن موجوداً هناك وقت الهجوم الأميركي على القرية. وكانت باكستان قالت في وقت سابق انها تحقق في معلومات افادت ان المسؤول الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري قد قتل خلال غارة جوية اميركية على قرية قرب الحدود الافغانية، كما اعلن امس المتحدث باسم الرئيس الباكستاني برويز مشرف. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال الجنرال شوكت سلطان الذي طلب منه تأكيد مقتل الظواهري، «نجري تحقيقا ولسنا في وضع الآن يمكننا من القول نعم ام لا». وكانت شبكات تلفزة اميركية اعلنت الجمعة ان الظواهري يمكن ان يكون في عداد قتلى سقطوا في غارة جوية اميركية شنت في قرية باكستانية قريبة من الحدود الافغانية. ونقلت شبكتا اي.بي.سي وسي.ان.ان عن مصادر عسكرية باكستانية قولها ان خمسة اشخاص قتلوا في تلك الغارة هم «اعضاء رفيعو المستوى في القاعدة». واضافت المصادر ان الظواهري يمكن ان يكون بين القتلى. وذكرت شبكة سي.ان.ان، ان القرية التي تعرضت للقصف هي دامادولا الواقعة قرب الحدود الافغانية. وأوضحت شبكة اي.بي.سي التي كانت اول من بث الخبر معلنة ان الظواهري قد يكون بين قتلى القصف، ان قرويين اشاروا إلى ان طائرة حلقت فوق قريتهم في الايام الاخيرة. وذكرت الشبكة ان القصف تم عند الفجر بينما كانت القرية ما زالت غارقة في الظلام. وقد نفت وزارة الدفاع الاميركية قيام الجيش الاميركي بعملية في تلك المنطقة، لكن مصادر باكستانية كانت ذكرت في وقت سابق ان 18 شخصا على الاقل بينهم خمس نساء وخمسة اطفال قتلوا فجر امس الجمعة في منطقة قبلية باكستانية بصواريخ اطلقها الطيران الاميركي. وذكرت شبكة ان.بي.سي ان الحصيلة يمكن ان تكون 30 قتيلا. وأدت العملية إلى تدمير ثلاثة منازل يعود احدها إلى غول زمان العضو في مجموعة اسلامية غير شرعية. وقد وقعت الانفجارات في منطقة باجور المتاخمة لاقليم كونار الافغاني. ونقلت شبكة ان.بي.سي عن مصادر عسكرية اميركية قولها ان العملية نظمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي استخدمت طائرات بلا طيار مزودة بصواريخ. وقال متحدث باسم الجيش الامركي تود فيسيان ان «لا سبب يحملنا على الاعتقاد بأن الجيش الاميركي شن عملية في هذه المنطقة». لكن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية معروفة بأنها تشن عمليات على طول الحدود بين باكستانوافغانستان. ورفض مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التعليق على هذه المعلومات. وكانت القرية التي تعرضت للهجوم، واحدا من معاقل مجموعة اصولية قريبة من حركة طالبان الافغانية. ونقلت شبكات التلفزة الاميركية عن مصادر عسكرية باكستانية قولها ان الظواهري غالبا ما كان يقيم في هذه القرية. وأوضحت المصادر نفسها ان جثث الاعضاء الخمسة المفترضين الرفيعي المستوى في تنظيم القاعدة يتم التحقق منها للتأكد من هويات اصحابها. ويوجه الظواهري بصورة منتظمة تسجيلات صوتية عبر قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين. وقد وجه رسالته الاخيرة في السادس من كانون الثاني - يناير. ودعا فيها الرئيس الاميركي جورج بوش إلى «الاعتراف بهزيمته» في العراق. وخاطب الظواهري بوش بالقول «عليك ان تعترف انك انهزمت في العراق وتنهزم في افغانستان وستنهزم في فلسطين قريبا بعون الله وقوته». وتعتبر الولاياتالمتحدة ان الظواهري هو المخطط الاول في تراتبية القاعدة. وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن بضعة اعتداءات في العالم منها اعتداءات 11 ايلول - سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة.