يغيب العسكريون عن رؤوس اللوائح للانتخابات التشريعية الاسرائيلية المقررة الاسبوع المقبل، في حين تهيمن المسألة الامنية على الحياة السياسية في اسرائيل، وتحل المسائل الاجتماعية مثل الفقر والتربية في المرتبة الثانية في اهتمامات الناخبين في الدولة العبرية التي تواجه انتفاضة فلسطينية مستمرة منذ اكثر من خمس سنوات وتتعرض لتهديدات ايرانية بتدميرها وتبقى في حال حرب مع اثنين من جيرانها العرب. والهم الامني يحمل عادة الاسرائيليين على اختيار جنرالات سابقين غالباً ما تكون انجازاتهم في الخدمة لافتة، في مناصب المسؤولية والقيادة. ومن ابرز هؤلاء العسكريين ارييل شارون الراقد في غيبوبة منذ مطلع كانون الثاني يناير وسلفاه ايهود باراك واسحق رابين الذي اغتاله متطرف يهودي عام 1995، وهما رئيسان سابقان لهيئة الاركان. غير ان اللافت في الحملة الجارية حاليا لانتخابات 28 اذار مارس، هو ان المرشحين الرئيسيين فيها لا يمكنهم التباهي بانجازات عسكرية تذكر. فأبرز المرشحين ايهود اولمرت رئيس الوزراء بالوكالة وزعيم حزب كديما الذي انشأه شارون، امضى القسم الاكبر من خدمته العسكرية الالزامية يعمل في مطبوعة يصدرها الجيش. وكان من الممكن في ظروف طبيعية ان يستغل خصومه هذه"الشائبة"لتوجيه سهام انتقاداتهم اليه لو انهم يتفوقون عليه بخبرتهم العسكرية. وينطبق هذا على زعيم حزب"العمل"عمير بيريتس الذي ادى خدمته العسكرية في القسم اللوجستي التابع لوحدة مظليين، في حين غادر مرشح"ليكود"يمين بنيامين نتانياهو الجيش في سن الثالثة والعشرين بعد تمضية فترة وجيزة في الوحدات الخاصة التابعة لهيئة الاركان. وعلى رغم ذلك، يتفق الجميع على ان اولمرت حقق اداء جيدا خلال العملية العسكرية التي شنها الجيش الاسرائيلي على سجن اريحا في الضفة الغربية لاعتقال الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات وناشطين فلسطينيين معتقلين معه لضلوعهم في اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001. ورأى الخبير العسكري في جامعة بار ايلان في تل ابيب افرائيم انبار ان"الافتقار الى خبرة عسكرية يطرح مشكلة بالنسبة الى بيريتس خصوصاً"، موضحاً ان"اولمرت يحظى على الاقل بخبرة كبيرة في المجال السياسي وشارك في لجان امنية مختلفة وكان مقرباً من شارون حين كان الاخير رئيسا للوزراء". واعتبر المتخصص في الشؤون العسكرية في صحيفة"جيروزالم بوست"جيرالد شتاينبرغ ان"اريحا حسنت صورة اولمرت على الصعيد الامني ولو انه لم يؤد شخصيا اي دور في هذه العملية". واشار الى انه"اثبت استعداده لترك المحترفين يؤدون عملهم"، مضيفاً ان"شارون كان صانع القرار الذي لا يمكن الالتفاف عليه في كل المسائل الامنية ولا اعتقد ان ذلك سينطبق على اولمرت". واحاط اولمرت نفسه بعسكريين سابقين مثل وزير الدفاع الحالي رئيس الاركان السابق شاؤول موفاز واحد قادة"كاديما"الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي شين بيت آفي ديختر. اما بيريتس فسيكون في وسعه في حال انتخابه وهو ما لا تتوقعه استطلاعات الرأي الاعتماد على جنرالات متقاعدين مثل بنيامين بن اليعازر وداني ياتوم والرئيس السابق ل"شين بيت"عامي ايالون. من جهته، يسعى نتانياهو الى حض رئيس الاركان السابق موشيه يعالون الذي انهى مهامه العسكرية اخيرا للانضمام اليه. وتوقع انبار ان تبقى المسائل الامنية في صلب اهتمامات الحكومة الاسرائيلية المقبلة ايا كان رئيسها، وقال ان"الخلاف مع الفلسطينيين لن يتبدد، خصوصا بعد فوز حركة المقاومة الاسلامية حماس"في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. ورأى ان التنظيمات الفلسطينية المسلحة تطلق على اسرائيل صواريخ اكثر تطورا في حين تفيد المؤشرات عن نشاط لتنظيم"القاعدة"بزعامة اسامة بن لادن في الاراضي الفلسطينية، وهو ما حذر منه الرئيس محمود عباس اخيرا.