بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي المتطرف ارييل شارون أمس اتصالاته مع المعارضة في اليمين المتطرف لتشكيل حكومة يرى المراقبون أنها ستكون أكثر الوزارات تطرفا في تاريخ اسرائيل بعد استقالة وزراء حزب العمل من حكومة الوحدة الوطنية امس الاول.واعلن سكرتير الحكومة جدعون سار لاذاعة الجيش "ان رئيس الوزراء يجري سلسلة من الاتصالات بهدف تشكيل حكومة مستقرة وتتمتع بغالبية في الكنيست". وقال هذا المقرب من شارون ان "رئيس الوزراء يعتزم التحقق مما اذا كانت هذه الامكانية قائمة، وهي قائمة برأيي لان غالبية اعضاء الكنيست لا يرغبون باجراء انتخابات". والانتخابات التشريعية المقبلة متوقعة اصلا في 28 اكتوبر 2003. واجتمع شارون برئيس هيئة اركان الجيش السابق شاوول موفاز الذي يعتبر من الصقور ليعرض عليه وزارة الدفاع خلفا لرئيس حزب العمل بنيامين بن اليعازر. وتابعت الاذاعة تقول ان شارون سيجري محادثات مع افيدغور ليبرمان، زعيم تحالف اقصى اليمين الذي يضم سبعة نواب والذي بامكانه ان يؤمن له غالبية بديلة في البرلمان من 62 نائبا من اصل 120 نائبا في الكنيست. وقبل ايام اعرب ليبرمان عن معارضته للدخول في حكومة انسحب منها العماليون موضحا انه لا يريد ان يلعب دور "طوق النجاة لارييل شارون".لكن الاذاعة العامة ذكرت انه قد يغير رأيه خصوصا تحت ضغط شركائه. وهكذا عبر احد اعضاء هذا التحالف اليميني المتطرف النائب بيني ألون عن تاييده لدخول الحكومة المقبلة. وقال للاذاعة "سيتمكن شارون الذي لن يعود هامش المناورة لديه محدودا بسبب العماليين، من اتباع السياسة التي يرغبها وما من سبب يجعلنا نرفض الدخول في هذه الحكومة اليمينية". وبحسب الاذاعة العسكرية، فان شارون يريد "باي ثمن تاجيل الانتخابات الى ابعد موعد ممكن" بهدف التمكن من اختيار الوقت الانسب لمواجهة رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتانياهو اثناء الانتخابات الاولية داخل حزب الليكود. وتشير استطلاعات الراي الاخيرة الى ان نتانياهو ينافس شارون على قيادة الحزب.وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" (مستقلة) من جانبها ان وزير الخارجية المستقيل شيمون بيريز حصل على عرض من شارون بتولي منصب "موفد خاص للحكومة الاسرائيلية في الخارج". لكن بيريز الذي يطمح، بحسب وزير النقل المستقيل افرائيم سنيه، الى رئاسة حزب العمل "لا يمكنه القبول بالدفاع عن سياسة يعارضها". وعلى نفس الصعيد قالت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية اليوم ان مساعدي شارون كانوا منشغلين بعد استقالة ممثلي حزب العمل من الحكومة باجراء مفاوضات وصفت بأنها مكثفة مع الاحزاب اليمينية المتطرفة لاقناعها بالدخول في التشكيل الوزاري الجديد0واكدت الصحيفة ان هذه المفاوضات تشمل كافة الاحزاب الاكثر يمينية في اسرائيل والتي جاءت بعد ساعات قليلة من تقديم وزراء حزب العمل استقالاتهم بسبب الخلاف حول ميزانية الدولة العبرية والتي وضعت نهاية لحكومة الوحدة الوطنية التي استمرت عشرين شهرا0واعتبرت (هآرتس) أن خروج حزب العمل من حكومة شارون لن يطيح بها في الوقت الحالي لكنها ستجبره على الاستجابة لمطالب الاحزاب اليمينية اوالدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل0وقالت صحيفة (يديعوت احرنوت) انه كان قد التقى أمس الاول الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف ونقل اليه رغبته بتشكيل حكومة ضيقة بهدف المصادقة على ميزانية الدولة في القراءات القادمة والتي كانت سببا رئيسيا في فرط الحكومة وخروج حزب العمل منها0ونقلت الصحيفة عن مقربين من شارون قولهم انه اقترح على رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي السابق شاوول موفاز حقيبة وزارة الدفاع خلفا لبنيامين بن اليعازر مشيرة الى انه من المتوقع أن يستلم الأخير حقيبته الوزارية في بداية الأسبوع المقبل0وذكرت ان موفاز قد عجل في عودته من زيارة كان يقوم بها للعاصمة البريطانية لندن في أعقاب التطورات السياسية الأخيرة0وحسب مصادر الصحيفة فان شارون ابلغ مقربيه انه لا يستطيع أن يبقي حقيبة الدفاع دون وزير في الوقت الذي تتلقى فيه أجهزة الامن يوميا تحذيرات من امكانية وقوع عملية تفجيرية ضخمة إضافة الى تحذيرات أخرى كثيرة0وتوقعت أن يتم تعيين موفاز في منصبه الجديد يوم الاثنين المقبل0على الصعيد ذاته قالت الصحيفة انه بالنسبة لوزارة الخارجية في حكومة شارون الجديدة فقد طرحت أسماء عدد من الشخصيات من بينها رئيس بلدية القدس إيهود أولمرت مشيرة الى ان أوساطا سياسية قدرت أن أولمرت لن يتخذ أي قرار قبل أن يستتب الوضع السياسي وبشكل خاص بين شارون ومنافسه على رئاسة الحزب بنيامين نتانياهو0 ويقول معلقون ان شارون يريد ارجاء الانتخابات والى ان يرى ان الوقت في صالحه في مواجهة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق الذي ينافسه على زعامة حزب ليكود في انتخابات حزبية لم يتحدد موعدها بعد.ويخوض شارون الذي يعتزم فيما يبدو الاحتفاظ بوزارة الخارجية لنفسه التي خلت بانسحاب حزب العمل وكان يشغلها شمعون بيريس اول اختبار لحكومته المتقلصة خلال اقتراع بالثقة على الحكومة يجري يوم الاثنين القادم بطلب من حزب ميرتس اليساري.وصرح صائب عريقات وزير الحكم المحلي الفلسطيني بان ازمة الائتلاف الحاكم الاسرائيلي هي دليل جديد على ان السياسات الاسرائيلية (تبتعد اكثر فاكثر) عن مناخ السلام. بن اليعازر.. (آه) بيريز نائم