خضع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الموجود في غيبوبة منذ 5 كانون الثاني - يناير، أمس لفحوصات جديدة في الجهاز العصبي، كما اعلن مستشفى هداسا في القدس حيث يتلقى شارون العلاج من جلطة دماغية حادة. واضاف الاطباء الذين بدأوا الاثنين ايقاظ شارون من غيبوبته الاصطناعية تدريجيا، ان الوضع الصحي لشارون البالغ من العمر (77 عاما) يبقى «خطرا وانما مستقرا».وبحسب الاذاعة العسكرية الاسرائيلية نقلا عن «مصادر طبية»، فان عدم اعطاء شارون اي مؤشر على استعادة وعيه رغم تخفيف الادوية المخدرة، يشكل «مدعاة قلق».وكان فيليكس اومانسكي كبير جراحي الاعصاب في المستشفى قال ان شارون «يتحرك بصورة افضل، حتى وان كان لا يزال تحت التخدير. شارون يعطينا اشارات تدريجية إلى انه يتحسن، لكنه لن يستفيق خلال اليوم او اليومين المقبلين». واجريت صورة مقطعية جديدة لشارون مساء الخميس اظهرت ان «بقايا الدم (الناتجة من النزيف) قد امتصت وان الانبوب الموصول إلى الجمجمة قد ازيل» على ما جاء في بيان للمستشفى. ونقل شارون بصورة طارئة في الرابع من كانون الثاني - يناير إلى مستشفى هداسا اثر نزيف حاد في الدماغ. وخضع لثلاث عمليات جراحية وجرى ادخاله في غيبوبة اصطناعية يحاول الاطباء حاليا ايقاظه منها تدريجيا. وأفاد موقع اخباري اسرائيلي على الانترنت أمس ان الأطباء الذين يشرفون على حالة شارون قلقون لأنهم لم يتمكنوا من افاقته من الغيبوبة المحكومة التي وضعوه فيها بعد ما اصيب بنزيف في المخ.ولا يزال حزب كاديما الذي اسسه شارون يتقدم في شكل ملحوظ على كل الاحزاب الاخرى بحسب استطلاعين للراي حول توجهات الناخبين الاسرائيليين نشرا أمس. وتوقع المشاركون في الاستطلاعين ان ينال كاديما 43 مقعدا من اصل 120 داخل الكنيست، فيما توقعوا ان يحظى حزب العمل (يسار) برئاسة عمير بيريتس 17 مقعدا. وجاءت التوقعات مختلفة في الاستطلاعين بالنسبة إلى تكتل الليكود اليميني الذي تراسه بنيامين نتانياهو خلفا لشارون. فالاستطلاع الذي نشرته صحيفة «معاريف» توقع لليكود 16 مقعدا، في حين ان استطلاع «يديعوت احرونوت» لم يعط التكتل سوى 13.وكان الليكود يتمتع باربعين مقعدا قبل ان يغادره شارون نهاية العام الماضي.واستبعد 87٪ من الذين شملهم الاستطلاعان ان يعاود شارون نشاطه كرئيس للوزراء، فيما اعتبر 12٪ انه سيعود إلى منصبه وامتنع الباقون عن الادلاء برأيهم.ونال ايهود اولمرت 45,7٪ كمرشح لرئاسة الوزراء في مقابل 26,6٪ لبنيامين نتانياهو و15,3٪ لعمير بيريتس. وشمل هذان الاستطلاعان على التوالي 501 و502 شخص كعينة تمثيلية للجمهور الاسرائيلي، مع هامش خطأ من 4,4 و4,5٪. على صعيد آخر، ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم، الرجل الثاني في تكتل الليكود اليميني، قدم استقالته كما هو متوقع أمس الجمعة.وكان ثلاثة وزراء آخرين من حزب الليكود تقدموا الخميس باستقالتهم بناء على امر زعيم الحزب بنيامين نتانياهو. واضافت وسائل الاعلام ان وزيرة (العدل) الحالية تسيبي ليفني ستعين غداً وزيرة للخارجية خلفا لشالوم.وقد استقال وزراء الزراعة اسرائيل كاتس والصحة داني نافيه وليمور ليفنات (من دون حقيبة) الاربعاء.واعتبر نتانياهو ان استقالة وزراء الليكود امر ضروري لان «كاديما (حزب شارون الحالي) يتخذ اجراءات تعني ان القدس ستقسم». واشار بذلك إلى الضوء الاخضر الذي اعطاه وزير الحرب شاؤول موفاز لمشاركة فلسطينيي القدس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 كانون الثاني -يناير الحالي. ويفترض ان تقر الحكومة خلال اجتماعها غداً هذا الامر. وقال متشددون يطلق عليهم (متمردو حزب الليكود) أمس إن قيادة الحزب قضت عليهم وألقت بهم للكلاب بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت بهم في الانتخابات الداخلية لاختيار قائمة المرشحين لانتخابات الكنيست الاسرائيلي نهاية شهر آذار - مارس المقبل. ونقلت صحيفة معاريف الاسرائيلية في عددها الصادر أمس عن أحد أعضاء حزب الليكود في أعقاب انتخابه في أسفل القائمة قوله «إن بنيامين نتنياهو رئيس الحزب ونائبه سيلفان شالوم قضوا على متمردي الليكود وألقيا بهم للكلاب». وأضافت الصحيفة أن غالبية المتمردين البارزين في حزب الليكود من بينهم أعضاء الكنيست ميخائيل رتسون ودافيد ليفي وأيهود ياتوم تم انتخابهم في مراتب متدنية جدا في القائمة إضافة إلى زعيم المتمردين في الحزب عضو الكنيست عوزي لانداو فاز بالمرتبة الرابعة عشرة في الانتخابات الداخلية لاختيار قائمة الحزب التي ستخوض الانتخابات.وقال أحد المقربين من مجموعة المتشددين في الحزب «لو نظرنا إلى نتائج الانتخابات الداخلية نجد بوضوح أن (بيبي) نتنياهو وسيلفان شالوم بالذات قضوا على المتردين» مضيفا «لقد اقترحوا علينا مراكز مهمة في المنطقة ورغم أن جميعنا وقف بجانب نتنياهو ومنحناه أصواتنا إلا أنه ألقى بنا للكلاب».