سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نحو ثلث الاسرائيليين يميل الى عدم التصويت ... وحزب المهاجرين الروس بزعامة ليبرمان قد يحصد 14 مقعداً . لا مبالاة الاسرائيليين بالانتخابات تؤرق الأحزاب الكبرى وتصب في مصلحة الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة
مع دخول المعركة الانتخابية في إسرائيل امس اسبوعها الأخير تسود أوساط قادة مختلف الأحزاب، خصوصاً الثلاثة الكبرى، مخاوف من انخفاض نسبة التصويت. وينبع خوف هذه الاحزاب من اللامبالاة التي يبديها تجاه الانتخابات الاسرائيليون الذين سلّموا بالنتائج التي تأتي بها استطلاعات الرأي تباعاً لمصلحة حزب"كديما"الحاكم. ولعل أكثر ما يقلق قادة الأحزاب الكبرى نية نحو ثلث الاسرائيليين عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع الثلثاء المقبل 28 الجاري ما سيصب في مصلحة الأحزاب الأيديولوجية، اليمينية والدينية المتشددة التي يصوّت انصارها بنسب عالية جداً ما يضمن لها مقاعد برلمانية أكبر من حجمها الحقيقي. ووفقاً للتقارير الصحافية فإنّ المعركة الحالية هي أكثر المعارك ضجراً وان مختلف الأحزاب باتت تعد بالساعات الأيام المتبقية على يوم الانتخابات لتنتهي من عبء الحملة الانتخابية فيما فقد عموم الإسرائيليين اهتمامهم بالحرب الإعلامية الدائرة بين الأحزاب، اذ انخفضت نسبة مشاهدة الدعاية الانتخابية المتلفزة بشكلٍ ملحوظ. وتسليماً بالنتائج المتوقعة فإنّ انشغال قادة حزبي"العمل"و"كديما"نحا باتجاه التلهي بتشكيلة الحكومة المقبلة المتوقع أن يقودها زعيم"كديما"ايهود اولمرت وبكيفية توزيع الكعكة وحصة أقطاب"كديما"منها والمناصب الوزارية التي ستسند الى اركان حزب"العمل"الذي بات أمر مشاركته في التوليفة الحكومية المقبلة مفروغاً منه حيال شبه التوافق مع"كديما"حول ملامح حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. ويركز مسؤولو الحملة الإعلامية في"كديما"جهودهم على يوم الانتخابات. ففي غياب حزب منظم ومؤسسات وجهاز انتخابي حقيقي لم يتبقَ أمام الحزب سوى الاستعانة بخدمات نحو 30ألف شخص سيتم تشغيلهم نهار الانتخابات لإخراج أصحاب حق الاقتراع من البيوت. الى ذلك، يعتبر أقطاب"كديما"ان النشر المكثف في الأيام الأخيرة عن تشكيلة الحكومة المقبلة يصب في مصلحة الحزب لأنه يبث الانطباع للناخب الاسرائيلي بأنّ منافسي الحزب"العمل"و"ليكود"يسلّمان بحقيقة ان"كديما"سيحقق قصب السبق في الانتخابات المقبلة. وفي"العمل"ثمة من يعتقد انّ الحزب سيحصد أكثر من المقاعد العشرين التي تتوقعها الاستطلاعات فيما يرى زعيم"العمل"عمير بيرتس في تحقيق 22 مقعداً عدد المقاعد نفسه في الكنيست الحالي مكسباً سيمنحه البقاء على كرسي زعامة الحزب لسنوات أربع أخرى. وبحسب إحدى الصحف العبرية فإنّ بيرتس لن يشترط الحصول على حقيبة وزارية رفيعة لنفسه المال للدخول في حكومة مع"كديما"بقدر رغبته في التزام الحكومة الجديدة تشريع قوانين اجتماعية لمصلحة الشرائح الضعيفة. أما القطب الثالث"ليكود"فيبدو عاجزاً عن الخروج من أزمته بعد ان فككه رئيس الحكومة ارييل شارون مع مغادرته له وتشكيله حزب"كديما". ولم يشفع لزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو تهجمه الشديد اللهجة على وسائل الإعلام العبرية بداعي انحيازها الى"كديما"واولمرت في موازاة التهكم عليه ونبش ماضيه وفشله في ادارة امور الدولة العبرية حين ترأس حكومتها في الأعوام 1996 - 1999. لكن الجديد في الاسبوع الأخير تمثل ببزوغ نجم حزب رابع يهدد مكانة حزب ليكود كحزب ثالث تفرزه الانتخابات المقبلة والحديث هو عن حزب المهاجرين الروس"يسرائيل بيتينو"اسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان المعروف بمواقفه المتشددة من الفلسطينيين على جانبي"الخط الأخضر"وهو صاحب مشروع مقايضة"وادي عارة"، حيث يقطن مئات الالاف من فلسطينيي 1948، بالكتل الاستيطانية الكبرى بغية الحفاظ على الطابع اليهودي لإسرائيل. وبحسب آخر الاستطلاعات فإنّ حزب"يسرائيل بيتينو"- قد يفوز ب12 - 14 مقعدا ما يجعله لاعبا أساسيا في التوليفة الحكومية التي سيشكلها اولمرت بعد الانتخابات. ويأتي معظم هذه المقاعد من أصوات المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي سابقا الذين يشكلون أكبر مجموعة إثنية في اسرائيل على أساس البلد الأم نفسه منفصلة تشكل قطباً ثالثاً في مواجهة قطبي الاشكناز الغربيين والسفارديم الشرقيين. ويبلغ عدد المهاجرين الروس نحو مليون و300 ألف نسمة يشكلون 17 في المئة من عدد السكان في اسرائيل. وتعززت قوة حزب"يسرائيل بيتينو"مع اندثار حزب الروس الأول"يسرائيل بعلياه"الذي انصهر داخل"ليكود". ويعرف عن"المهاجرين الروس"مواقفهم اليمينية المتطرفة في كل ما يتعلق بحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي فضلاً عن تأييدهم للتمييز العرقي ضد عرب 1948 سكان البلاد الأصليين. ويرى زعيم الحزب ليبرمان، بحسب تصريحاته امس لصحيفة"هآرتس"، ان حزبه مرشح لدخول الائتلاف الحكومي بقيادة اولمرت شرط عدم شمل خطوطه العريضة خطة اولمرت للانسحاب الأحادي التي يرى فيها ليبرمان تعزيزاً لقوة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس داخل السلطة. ويضيف ان تواتر الحديث عن"انسحابات احادية او عن الهروب من الأراضي المحتلة لا يمكن أن يكون برنامجاً بحد ذاته، ليس هذا فحسب انما ايضاً قد تفهم الجهات المتطرفة في أوساط العرب في اسرائيل ان بوسعهم، عبر الضغط، تحقيق حكم ذاتي فعلي في المرحلة الأولى وتحويل الدولة الى دولة جميع مواطنيها في المرحلة الثانية ما سيؤدي في النهاية الى القضاء على دولة اسرائيل". ويدعو ليبرمان الى تجاهل السلطة الفلسطينية كعامل جدي في المفاوضات، وفي المقابل تقوم اسرائيل بمحاولة التوصل الى حل للصراع عبر اعتراف دولي: من مصر والاردن والرباعية الدولية بالحدود النهائية التي ستنشأ في ختام عملية سياسية، مضيفاً ان جدار الفصل الذي تقيمه اسرائيل لن يأتي بالأمن"وقد انهارت كل الجدران، وحتى لو انسحبنا حتى الشبر الأخير لحدود العام 1967 فلن نحصل على الأمن ولن يتوقف الإرهاب".