على رغم التراجع الطفيف، وفقاً لاستطلاعات الرأي في إسرائيل، في شعبية حزب"كديما"الحاكم، إلا أن الصورة التي رسمتها هذه الاستطلاعات للخريطة الحزبية بعد الانتخابات لم تتغير على نحو لافت، فقبل 32 يوماً من الانتخابات البرلمانية، لا يزال"كديما"يحلق بعيداً عن منافسيه"ليكود"و"العمل"، ويحصل، بحسب استطلاع"يديعوت أحرونوت"أمس، على 39 مقعداً من مجموع 120، أي أقل بمقعدين من الاستطلاع السابق، يليه"العمل"مع 19 مقعداً و"ليكود"16 مقعداً. وتعني هذه الأرقام، لو تحققت في صناديق الاقتراع في 28 من الشهر المقبل، أن يكلف زعيم"كديما"القائم بأعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت تشكيل الحكومة المقبلة مع"العمل"، أو حتى مع"ليكود"بشروط معينة، بالإضافة الى دعم أحزاب صغيرة. وبقي لافتاً عجز"ليكود"و"العمل"عن تحقيق قفزة في الاستطلاعات على رغم الشبهات بتورط أولمرت في مخالفات جنائية وقضايا فساد. وكانت"هآرتس"أفردت أمس عشر صفحات من ملحقها الأسبوعي تناولت فيها قضايا الفساد التي نسبت في الماضي الى أولمرت، مشيرة الى أنه أكثر الشخصيات الإسرائيلية التي حققت معها الشرطة، وإن لم تنجح الأخيرة في جمع أدلة تمكنها من تقديم لائحة اتهام ضده. في المقابل، بيّن الاستطلاع الجديد تعاظم قوة اليمين المتشدد المتمثل بحزب"اسرائيل بيتنا"بقيادة الوزير السابق أفيغدور ليبرمان المهاجر من روسيا وتحالف"الاتحاد القومي ومفدال"، إذ حصلا على 17 مقعداً. واشار الاستطلاع الى أن غالبية المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق ستصوّت لحزب ليبرمان على حساب"كديما"الذي نجح زعيمه السابق رئيس الحكومة ارييل شارون في استقطابهم اليه. وحصل الحزبان الدينيان المتشددان"شاس"الشرقي و"يهدوت هتوراة"الاشكنازي على 15 مقعداً في الاستطلاع، وهما مرشحان لدخول ائتلاف حكومي بقيادة أولمرت. وحصل حزب"ميرتس"اليساري على خمسة مقاعد والأحزاب العربية الثلاثة على تسعة، فيما بقي 12 مقعداً"عائماً". وقال 34 في المئة من الإسرائيليين إنه لو أجري انتخاب مباشر لرئيس الحكومة، لصوّتوا لأولمرت في مقابل 25 في المئة لزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو، و19 في المئة لزعيم"العمل"عمير بيرتس. الى ذلك، رأى القطب البارز في"العمل"سابقاً موشيه شاحل أن بيرتس لن ينجح في اقناع الإسرائيليين بالتصويت له على خلفية افتقاره الى الخبرة في المسائل السياسية والأمنية. واضاف:"لست متأكداً من انني قادر على الاعتماد على بيرتس في حال تعرضت إسرائيل للشدائد سواء في الملف الفلسطيني أو الإيراني، لم يكن ذات مرة وزيراً أو عضواً في الحكومة الأمنية المصغرة. إنه لا يعرف معنى عملية عسكرية أو اتخاذ قرار صعب في أوقات عصيبة أو مأزومة".