سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس "موساد" السابق رأى ان هذا التطور يمنح شرعية للايديولوجية اليمينية المتطرفة . اسرائيل : انضمام "اسرائيل بيتنا" الى الحكومة يثير انقسامات حادة في حزب "العمل"
يثير الانضمام الوشيك لحزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد الى الائتلاف الحكومي في اسرائيل جدلاً ساخناً في اوساط حزب"العمل"الشريك الأبرز لحزب"كديما"في هذا الائتلاف وسط تخبط أقطابه في كيفية"تجرع"الشريك الجديد الذي سبق ل"العمل"ان اعلن في حملته الانتخابية الأخيرة انه لن يجلس الى جانب"اسرائيل بيتنا"في حكومة واحدة. وسارع رئيس الحكومة ايهود اولمرت، في محاولة لمنع أزمة ائتلافية حقيقية، الى التقاء زعيم"العمل"وزير الدفاع عمير بيرتس في ساعة متقدمة من مساء امس بغرض"طمأنته"الى ان انضمام ليبرمان لن يؤثر في البرنامج السياسي للحكومة وربما يقدم له بعض الفتات في مشروع الموازنة العامة يسوقها على انها انجاز في مصلحة الشرائح الضعيفة اجتماعيا التي يدعي بيرتس و"العمل"الدفاع عنها. ورغم النقاش الحاد بين مؤيد ومعارض داخل"العمل" للانسلاخ عن الائتلاف الحكومي، إلا أن الاعتقاد السائد لدى اوساط حزبية واعلامية هو ان كفة المعارضين هي التي سترجح في الاجتماع الذي يعقده مركز"العمل"، الأحد المقبل للبت في المسألة. ويرى مراقبون ان عدم انعقاد مركز"العمل"بشكل طارئ وإرجاء الاجتماع الى الأسبوع المقبل بعد ان تكون الحكومة والكنيست أقرتا انضمام"اسرائيل بيتنا"يؤشر الى عدم جديته في تهديده بمغادرة الائتلاف. ويقود الوزراء بنيامين بن اليعيزر وشالوم سمحون واسحاق هرتسوغ الحملة لإقناع أعضاء مركز الحزب بالتصويت ضد انسحاب الحزب من التوليفة الحكومية بداعي ان"المسؤولية الوطنية"بعدم جر الدولة الى انتخابات جديدة مكلفة وغير محبذة لدى السواد الأعظم من الاسرائيليين تحتم البقاء. فيما يرى المطالبون بالمغادرة وعلى رأسهم الوزير اوفير بينيس في تعيين زعيم"اسرائيل بيتنا"وزيراً للشؤون الاستراتيجية"خطراً استراتيجياً على الحكومة". وقال النائب داني ياتوم، رئيس"موساد"سابقاً ان التحاق ليبرمان بالحكومة يمنح الشرعية للايديولوجية اليمينية المتطرفة التي يعارضها الجميع"ما يحتم انسحاب العمل فوراً". وقال النائب افيشاي برفرمان:"علينا ان ننضم الى المعارضة وإلا فسنجد أنفسنا محكومين بالسير وراء اليمين بدلاً من ان نكون بديلاً عنه". ويميل أعضاء المركز الذين يمثلون الكيبوتسات، وهم الأوسع تمثيلا، الى تأييد البقاء في الحكومة شرط ان لا يؤدي انضمام الحزب اليميني الى تغيير الخطوط العريضة للحكومة، وهذا ما تعهد به رئيسها ايهود اولمرت. اما موقف زعيم الحزب وزير الدفاع عمير بيرتس فيتأرجح بين معارضة الشراكة مع ليبرمان وحزبه وبين ما سيؤول اليه مستقبله الشخصي في حال قاد الحزب الى خارج الائتلاف، وسط توقعات بأن ينتهز المتمردون على زعامته داخل الحزب، الفرصة لاطاحته، ما يعني عمليا اسدال الستار على حياته السياسية. ولم تلق محاولة بيرتس إقامة تحالف استراتيجي بين حزبه وحركة"ميرتس"اليسارية تجاوباً حقيقياً من قادة الأخيرة الذين رأوا في حديث بيرتس عن درس امكان التحالف بين الجسمين محاولة منه للتغطية على فشله، وعلى حقيقة ان"العمل"منقسم على نفسه، بل متفكك"والآن يريدون افشال اليسار الاسرائيلي الذي نمثله"، كما قالت رئيسة الكتلة البرلمانية للحركة النائبة زهافا غالؤون امس قبل ساعات من اللقاء الذي جمع بيرتس برئيس"ميرتس"يوسي بيلين. من جهته هاجم بيلين بحدة انضمام"اسرائيل بيتنا"الى الحكومة. وقال للاذاعة العامة ان انضمام حزب متطرف الى الحكومة"يشكل رسالة خطيرة الى العالم بينما حزب"العمل"خنع من دون شروط وهناك شخصيات في"كديما"أستغرب صمتها على انضمام ليبرمان على رغم إدراكها مغزى هذا الانضمام". وحمل اعلاميون بارزون بشدة على رئيس الحكومة على ضمه الحزب اليميني المتطرف الى توليفته الحكومية واسناد منصب نائب رئيس الوزراء والوزير"المسؤول عن التهديدات الاستراتيجية"لسياسي متطرف سبق ان اربكت تصريحاته الدولة العبرية. وكرست صحيفة"هآرتس"الليبرالية افتتاحيتها امس لهذه المسألة وكتبت ان اختيار شخص غير منضبط وليس مسؤولاً البتة للمنصب الوزاري المذكور"يشكل تهديداً استراتيجياً بحد ذاته". واضافت ان"من شأن عدم انضباط ليبرمان ولسانه السليط وتصريحاته المماثلة فقط لتلك التي تميز الرئيس الايراني ان تنزل كارثة بالمنطقة كلها". وهاجمت الصحيفة وزير الدفاع، عمير بيرتس وكتبت أنّه"يتحدّث عن أجندة خيالية حول مفاوضات مع سورية والفلسطينيين، كما لو أنه يعمل في حكومة أخرى، وفي الوقت نفسه يوافق على ضمّ وزير أمن أعلى منه لكنه يناسب الوظيفة بدرجة أقل منه". وتساءلت الصحيفة كيف سمح اولمرت لنفسه بأن يضع القضايا الاستراتيجية في يد شخص يتطاير الشر من عينيه ومظهره الخارجي يبث التهديد. وكتبت ان سلوك اولمرت يفتقر الى المسؤولية. وتابعت:"من سيلجم لسان ليبرمان، وهل أخذ أحد في الحسبان الخطر الكامن في تهديداته؟ ألا يبث هذا التعيين قلقاً بدلاً من الردع، وهل لنا ان نفترض من هذا التعيين ان التهديد الايراني ستتم معالجته بعدم المسؤولية الذي ميز قرار اعلان الحرب على لبنان لكن النتائج الآن ستكون أسوأ بكثير؟". وختمت الصحيفة بالقول ان"تعيين ليبرمان الذي دعا في الأمس غير البعيد الى تفجير سد اسوان وزيرا مسؤولا عن التهديد الايراني لاسرائيل ينبئ بأن حكومة اولمرت فقدت اتزانها، اما استقرار الحكومة المشتق من ضم حزب اسرائيل بيتنا فهو نذير سوء". وكانت الصحيفة أفادت بأن الاتفاق بين اولمرت وليبرمان قطع مفاوضات تمت عبر طرف ثالث بين اولمرت وزعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو لضم الأخير وحزبه الى الحكومة. وأضافت ان نتانياهو قرر وقف الاتصالات بعد أن علم ان خصمه ليبرمان في طريقه الى الحكومة.